بعد تعاظم الحاجة إلى الغاز كبديل عن النفط بصفته صديقا للبيئة، ازداد وضوح هدف الحرب القائمة في المنطقة الشرق اوسطية، وما اكثر اللاعبين في هذا الصراع، اميركا، تركيا، و«اسرائيل»، مصر وسورية مدعومة بحليفها الروسي،.. الروسي الذي عُرِف عنه تاريخيا حلمه بالوصول إلى هذه الشواطئ الدافئة، لقد تكشفت الأهداف في الآونة الأخيرة وبات الهدف الاقتصادي صريحاً. ويبدو الوضع أكثر من معقد، فاللعبة الدولية تبدو في مشهد مثير (كلٌ يغني على ليلاه) ويخطط للوصول إلى منابع الغاز. فبعد المرحلة المهمة من القتال، والتي استطاع من خلالها الجيش السوري بمساندة القوات الرديفة تحقيق انتصارات كبيرة، بقي أردوغان متمسكاً بسياسته الهادفه إلى منع الروس من الوصول إلى مياه المتوسط. خلال معركة تحرير إدلب، سمحت تركيا لـ«داعش» بتوطيد أقدامه في منطقة حقول النفط الممتدة على وادي نهر الفرات، ثم انتقلت بعد ذلك إلى تنظيمات كردية ترعاها الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير، حيث تمّ نشر قوات وسط المنطقة النفطية تلك، بل وأعلن الرئيس الأميركي عن عزم بلاده استثمار النفط (المسروق) فيها، وبالطبع شمّرَ أردوغان عن ساعديه وقال: نحن أيضا سنستثمر، مبررا حاجته للعائدات النفطية بغية توطين اللاجئين السوريين في (المنطقة الآمنة). وفي الجانب شبه الصامت، وُقّعَ اتفاق بين مصر و«إسرائيل» وقبرص اليونانية لتقاسم حقول الغاز الطبيعي، ومد أنبوب غاز تحت الماء يصل اليونان بأوروبا، وبالتأكيد تركيا تدعي ان حقها محفوظ بالسيطرة على المياه الإقليمية الاقتصادية لقبرص التركية الممتدة حتى شواطئ ليبيا، لأنها قادرة على التهديد بمنع وصول الغاز من الحقول القبرصية والمصرية و«الإسرائيلية» إلى اوروبا، فتركيا أيضا تدعي ان لها حقوقا في السيطرة على المنطقة الممتدة من شواطئها إلى شواطئ ليبيا، مما يعني أن حقل «ظُهر» المصري الغني بالغاز والنفط هو تحت التهديد التركي لكونه يقع وسط المسافة بين تركيا وليبيا. إن انفجار الصراع بين الدول الاربع كبير للغاية، وهو بالضرورة يعني تحرك كل اللاعبين الاقليميين الكبار: اميركا وروسيا، ولا ننسى ان لإيران وجودا قويا في سوريا والعراق، ولن تتوانى في هذه الحالة عن مدّ يد العون لهما لأسباب معروفة. هذا هو واقع الحال، بينما بدأ تطبيق قانون قاض بتطبيق عقوبات أميركية إضافية على الشعب السوري، سبقه تمديد العقوبات الأوروبية لعام آخر قبل أيام، الشعب السوري الذي بدأ يخاف على تأمين رغيف الخبز، وسط دمار خلفته حرب ظالمة يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة اعماره، بينما كل دولة تخطط لمصلحتها، بينما المنظمات الاممية تكتفي بالتصريحات وإعطاء الأرقام. كان الله في عون السوريين.
فخري هاشم السيد رجب صاحب موقع أصدقاء سورية