كاتب كويتي: نستذكر مواقف سورية مع الكويت وآن الآوان لتعود العلاقات

قال الكاتب الكويتي فخري هاشم السيد رجب في مقال في صحيفة القبس الكويتية أمس إننا نستخلص دائماً من التاريخ البعيد والقريب العبر فتتأصل معارف معينة وتتأكد قيم جديدة وتنشأ مفاهيم غريبة أحياناً ولطالما كان من عاداتنا العربية التي نفتخر ونعتز بها نصرة المظلوم والوقوف مع المحتاج وما إلى هنالك.

وأضاف السيد رجب في مقاله أستذكر مرغماً ما حصل أثناء الغزو الصدامي لبلدي الكويت مواقف دول الجوار الصديقة التي آزرت الكويت وساندته في محنته بدءاً بالسعودية ومروراً بدولة الإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان وصولاً إلى دول المقاومة ومصر وأقف عند سورية.

وتساءل الكاتب هنا قائلاً لو عدنا إلى سنة 1990 وكنت حينها مصادفة في زيارة لهذا البلد الشقيق حين حصلت الكارثة وحصل الغزو نعم إنه غزو وليس حرباً متوقعة أنه الغدر الذي حمل معه الخراب والدمار والجراح للكويتيين وكل بناهم التحتية وحتى السكنية.. عام كامل ولم تتوان الجمهورية العربية السورية عن تقديم كل الخدمات لنا ككويتيين.. علاج ومدارس وتعليم بالمجان لمدة سبعة أشهر كاملة وكل ذلك كان ممزوجاً بالود والحب وعدم المساس بمشاعرنا.. هذا على المستوى الشخصي أما سياسياً وميدانياً فلم تتأخر سورية ولا للحظة عن مؤازرة الكويت بقيادة الراحل حافظ الأسد الذي أثبت قولاً وفعلاً أنه بجانب الحق العربي فكان الجيش السوري في المقدمة ولا أظن الكويتيين قد نسوا ذلك.

وقال الكاتب: القصة نعرفها جميعاً وإن كان يحلو للبعض أن يكون مع الصف الآخر ولكن الآن وبعد إحدى عشرة سنة ترى ألم يحن الوقت لنرد الجميل… وهل يقبل أحد منا نحن الكويتيين أن يدخل محتلاً لأرضه لا قدر الله ويقف صامتاً أو مرحباً.

وأضاف إنها حقا معادلة غريبة كيف نريد من السوريين أن يباركوا تقسيم أراضيهم بين ترك وكرد ومسلحين ووو… وهم مكتوفو الأيدي.

وتابع الكاتب: تسرق خيراتهم وينهب نفطهم وهم يعانون الويلات متكاتفين ألا يكفي هذا بعد أكثر من عقد من الزمن ليتأكد للعالم أن الشعب السوري يسير قدماً وأن ما توضح منذ سنوات خلت عن معارضة حصدت معظمها ملايين الدولارات لتنعم بها في الخارج مقابل تدمير البلد.

وتابع: أعتقد جازماً أنه قد آن الأوان لننفض الغبار ولتعود العلاقات مع دولة شقيقة لم تكن يوما إلا في صفنا وفي صف القومية العربية التي يسعى الغرب لتدميرها بكل ما أوتي وكسر هذه الفكرة.. الغرب الذي لم يتوان يوماً عن إعلان أطماعه في بلادنا إما وصاية أو احتلالاً اقتصادياً.

وختم الكاتب مقاله بالقول: الحب يبني والمحبة إيمان وقوانين الوطن والانتماء شرف لكل مخلص وكل عام وقلوبكم مليئة باليقين والإيمان وبمحبتنا لبعضنا ولأرضنا.

سانا