يعد البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة المقرر إطلاقه قريباً أداة لضمان حصول كل مولود جديد في سورية على فرصة إجراء المسح السمعي ثم التشخيص والتدخل الطبي عند الحاجة، وذلك عبر جهود رسمية وأهلية ومنظمات وجمعيات، وبدعم كبير من السيدة الأولى أسماء الأسد، وفق رئيس قسم السمعيات نائب عميد كلية العلوم الصحية في جامعة دمشق الدكتور سامر محسن.
وفي تصريح لـ سانا أوضح الدكتور محسن أن الكشف المبكر عن وجود نقص السمع عند حديثي الولادة يسهم في الحد من آثار نقص السمع المحتمل وجوده لدى جزء من حديثي الولادة في سورية، الأمر الذي يضمن منح كل الأطفال فرصاً متساوية للنمو السليم والانطلاق في حياتهم وتشكل شخصيتهم الطبيعية دون وجود عوائق ومشاكل في السمع والنطق والتعبير.
وبين الدكتور محسن أن نقص السمع هو المسبب الأساسي لاضطراب الطلاقة الكلامية ويسبب عند الأطفال تأخراً باللغة الاستيعابية للطفل، لافتاً إلى أن تأخر اللغة الاستيعابية هو السبب المباشر لتأخر اللغة التعبيرية، وهنا تكمن أهمية الكشف المبكر في التقليل من فترة الحرمان السمعي وعكس هذه الصعوبات وإتاحة الفرص للتأهيل المناسب.
وأشار إلى أن نقص السمع يمكن أن يسبب في جميع المراحل العمرية تراجعاً لغوياً وصعوبة في تمييز الكلام وتختلف شدة هذا التراجع حسب مدة الحرمان السمعي كما تختلف شدة هذا التأخير حسب عمر حدوث نقص السمع أي قبل تشكل اللغة أم بعدها، مشيراً إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود طفل إلى خمسة أطفال من أصل كل ألف طفل يولدون سنوياً معرضون للإصابة بنقص السمع الولادي، وأن نحو 80 بالمئة من حالات نقص السمع الولادي تندرج ضمن نقص السمع الشديد إلى العميق.
ولفت الدكتور محسن إلى أن البرنامج يعتمد بروتوكولات علمية للكشف والتدخل المبكر، الأمر الذي يشكل ضمانة لاتباع منهجية علمية صحيحة مبنية على الدليل في تنفيذ الكشف والتدخل المبكر، وهي السبيل الأنجع لتوحيد الجهود والخبرات الوطنية بشكل ينعكس إيجاباً على نوعية الخدمة وضمان جودتها وآليات استمرارها وتطويرها.
ويعمل على تنفيذ البرنامج كل من وزارات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال”، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.