أكد الخبير الاقتصادي البريطاني برايان بولجر أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بذريعة أوكرانيا أتت بنتائج عكسية، وعززت الروبل الروسي.
وأشار بولجر في مقال نشرته صحيفة ناشونال إنترست الأمريكية إلى أن رغبة الدول الغربية في التأثير على الروبل وإضعافه حملت في طياتها عواقب سيئة على هذه الدول ذاتها، وكان لتعزيز أسعار النفط تأثير مصاحب على تعزيز الروبل.
وأوضح بولجر أن الولايات المتحدة دفعت حلفاءها في الغرب لفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، ومع قيام الأخيرة بوضع حد لسعر ذهبها ارتفع سعر الروبل مقابل الدولار واستمر في الارتفاع بشكل مطرد خلال الأشهر الستة الأخيرة لتأتي الضربة المزدوجة من قبل موسكو بعد أن قررت بيع النفط مقابل العملة الروسية أو بالذهب، وفي حال شرائهم بالذهب فإنهم يحصلون فعلياً على خصم بسعر النفط، وهذا يؤدي أيضاً إلى زيادة الضغط على المعروض من الذهب، وبالتالي رفع سعره.
ووفقاً لبولجر فإن العملات القائمة على الموارد أصبحت طفرة في الاقتصاد، حيث أظهرت الأزمة المصرفية الحالية في الدول الغربية ضعف النظام المصرفي لأن العملة غير مدعومة بالسلع، بينما يستعد الاتحاد الأوروآسيوي لاستخدام عملات تعتمد على الذهب والنفط والحبوب والمعادن في التداول.
وتواجه الدول الغربية ارتفاع أسعار الطاقة ونسب التضخم، بسبب فرض عقوبات على موسكو وسياسة التخلي عن الوقود الروسي، وعلى خلفية هذه الأزمات فقدت الصناعة في أوروبا إلى حد كبير مزاياها التنافسية.
وتعتبر روسيا أكبر مصدر للغاز وثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، وعملاؤها الأساسيون من الاتحاد الأوروبي وهذا ما وضع دول أوروبا في موقف حرج، حيث كان زبائن موسكو الأوروبيون في الأيام الأولى للعملية الروسية الخاصة يشترون بمليارات الدولارات من الطاقة الروسية أسبوعياً، بينما حاولوا في الوقت ذاته فرض عقوبات على موسكو.