(محمد الحريري شاعراً ومعلماً)، العنوان الذي ركزت عليه الندوة الفكرية المقامة في المركز الثقافي العربي بحماة بتنظيم من مديرية الثقافة وجامعة حماة وفرع نقابة المعلمين بالمحافظة.
رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني خلال محاضرته عن الشاعر محمد الحريري أوضح أن الأخير ملأ الدنيا وشغل الناس لعقود، حيث كان صياد القوافي وخير من نظم القصائد بعدما ظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة، مشيراً إلى أن الحريري وقف مع مناضلي العالم الأحرار والكفاح الوطني.
وفي تصريح لمراسل سانا أشار الحوراني إلى أن إقامة هذه الندوة تأتي احتفالاً بمرور مئة عام على ولادة الحريري، وهو أقل ما يمكن تقديمه للشاعر الراحل لأنه كان مظلوماً بالتعريف رغم أنه كان شاعراً وطنياً وقومياً بامتياز، حيث خصص الكثير من قصائده للأمة والوحدة وكان عنده ثقة كبيرة بها وتحدث كثيراً عن القضية الفلسطينية، معتبراً أن مؤسساتنا الثقافية ظلمته لعدم الاحتفاء به لذا نحاول حالياً أن نسلط الضوء عليه ونقدم له ولو جزءاً يسيراً مما يستحق من اهتمام وإبراز لموهبته الشعرية.
وأشار الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور إسماعيل مروة إلى أن الحديث عن الشاعر الحريري هو حديث عن رحلة كاملة في تاريخ سورية، حيث كان الشاهد العدل عليها وقصر شعره على المنبر ليلقى ويسمع أكثر منه للقراءة لأنه كان مهموماً بالقضايا الوطنية، حيث لم يطبع أي ديوان شعري في حياته، مبيناً أنه كان شاعراً مختلفاً عن أقرانه فلم يبحث عن الشهرة والمجد أو المال، وغلب على شعره الطابع الإنساني والقومي.
أما الباحث الدكتور راتب سكر فقدم لمحة عن حياة الراحل الشخصية منذ ولادته وحتى وفاته وتأثره بأسرته المهتمة بالشعر والثقافة وحصوله على الإجازة في اللغة العربية وعمله معلماً في ثانويات دمشق، ثم محرراً في مجلة المعلم العربي لعدة سنوات، متطرقاً إلى الجانب الانساني في شعره والذي كان طاغياً في الكثير من قصائده ما أعطاه القدرة على تشجيع طلابه على كتابة الشعر والفنون الأدبية الأخرى.