كرس الدكتور الراحل رضوان القضماني حياته في دراسة النقد والأدب سابراً أغوار علم اللغة العربية ولسانياتها تاركاً عشرات الكتب والمراجع النقدية التي تفيد كل باحث عن هذا النوع من الدراسات الأكاديمية الصرفة.
القضماني الذي فقدته الأوساط الثقافية والإعلامية في سورية قبل أيام حزنت عليه بشكل خاص مدينته حمص التي ما توانى يوماً عن تقديم دراساته وأبحاثه في خدمة طلاب جامعتها فكان لهم اباً وصديقا مساعداً في الحصول على معلوماتهم والإشراف على العشرات من رسائل الماجستير في علم النقد واللسانيات حتى غدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة البعث بيته الأول والأخير.
وكان القضماني الذي ولد في دمشق عام 1945 وحصل على الدكتوراه في العلوم اللغوية من الاتحاد السوفييتي يرى ان الثقافة هي منظومة قيم مرتبطة بالمجتمع ومنه تشكل موادها وعناصرها وليست هذه القيم إرثاً ثابتاً جامداً وإنما هي حقل رحب يتسع ليشكل قدرة على الحركة إلى الأمام نحو التغيير والتطور والتجديد.
وترك القضماني كثيراً من الأبحاث والمؤلفات ومنها علم اللسان ومدخل إلى اللسانيات ومبادئ في النقد نظرية الأدب والطبيعة والحضارة والإنسان وطرق تأهيل المعلمين والفلسفة والتاريخ وغيرها حيث اتصف بالنشاط والمواظبة على البحث عن كل ما هو جديد من خلال عمله في مجالي التعليم والصحافة.
وشغل الراحل مناصب علمية عديدة فكان وكيلاً لكلية الآداب وعميداً لها في جامعة البعث فضلاً عن عضويته في جمعية البحوث والدراسات باتحاد الكتاب العرب وفي اتحاد الصحفيين.
عن الراحل وما تميز به يقول الدكتور غسان لافي طعمة المدرس في كلية الآداب بجامعة البعث في تصريح لـ سانا إن القضماني كان من أهم النقاد والأساتذة الذين درسوا علم اللسانيات من خلال جهده الدؤوب وثقافته الواسعة وتعاونه مع الطلاب في أبحاثهم.
كما عبر صديقه الدكتور وليد العرفي الأستاذ في كلية الآداب قسم اللغة العربية في تصريح لـ سانا عن حزنه لفقد قامة أدبية ثقافية مثل القضماني الذي كان يتمتع بأخلاق نبيلة ظهرت من خلال تعامله مع طلبته وإشرافه المباشر على رسائل الماجستير ومساعدته لهم فيها.
الأديبة أميمة إبراهيم رئيس فرع اتحاد الكتاب بحمص أعربت عن أسفها لفقد اتحاد الكتاب لأديب وباحث كان واحداً من ألمع أعضائه فكراً وثقافة وأخلاقاً فضلاً عن غزارة علمه وأخلاقه العالية حيث لم يتوان أبدا عن تقديم المشورة الأدبية لطلابه.
وكان الراحل وفقاً لإبراهيم متابعا للحركة الأدبية بطريقة اكاديمية واهتمام بالغ ويحتفي بإبداعات طلابه وبكل مبدع صدر له كتاب وبفقده خسرت حمص قامة أدبية مهمة.