في أول انتخابات لا تشارك فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ 16 عاماً توجه الناخبون الألمان إلى مراكز الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة متقاربة الفرص يشكل فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي تحدياً كبيراً للمحافظين الذين يستعدون لفترة ما بعد ميركل.
مرشح حزب المحافظين أرمين لاشيت الذي ينافس أولاف شولتز مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير المالية في ائتلاف ميركل قال في تجمع انتخابي بمدينته آخن مساء أمس وهو يقف إلى جوار ميركل “إن تشكيل تحالف يساري يقوده الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وحزب اليسار المعروف باسم (دي لينكه) سيزعزع استقرار أوروبا.
لاشيت البالغ من العمر 60 عاماً أضاف: إنهم يرغبون في إخراجنا من حلف شمال الأطلسي ولا يريدون هذا الحلف وهم يريدون جمهورية أخرى… لا أريد أن يكون لينكه في الحكومة المقبلة.
شولتز من جانبه البالغ من العمر 63 عاماً والذي فاز بكل المناظرات التلفزيونية الثلاث لأبرز المرشحين لم يستبعد التحالف مع حزب لينكه لكنه قال إن عضوية حلف الأطلسي خط أحمر لحزبه فيما تشير أقرب السيناريوهات إلى أن الفائز من الحزب الديمقراطي الاشتراكي وتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيشكل ائتلافاً مع الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار.
المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها ميركل التي قضت ثلاثين عاماً من حياتها في السياسة دعت في آخر تجمع انتخابي شاركت فيه إلى التصويت لصالح لاشيت وقالت إن ذلك من أجل مستقبل البلاد.
أكثر من 60 مليون ناخب ألماني دعيوا للمشاركة في هذه الانتخابات وقد سجل الاشتراكيون الديمقراطيون بزعامة شولتز تقدماً طفيفاً بحصولهم على 25 بالمئة من نوايا الأصوات مقابل 22 إلى 23 بالمئة لمرشح المحافظين أرمين لاشيت وهي نسبة متدنية تاريخياً بحسب آخر استطلاعات الرأي غير أن الفارق الضئيل للغاية بين وسط اليسار ووسط اليمين لا يسمح بإطلاق تكهنات.
وعلى الرغم من أن اسم المستشار الجديد لألمانيا قد لا يعرف حتى مساء اليوم فإنه في مطلق الأحوال سيترتب إجراء مفاوضات مطولة خلال الأشهر المقبلة لتشكيل الائتلاف الذي سيحكم البلاد ولو أن ذلك يهدد بشل الاتحاد الأوروبي حتى الربع الأول من عام 2022 في حين يرى مراقبون أن التحدي الأكبر للحكومة المقبلة هو مستقبل الاتحاد الأوروبي ودور ألمانيا فيه ولا سيما في ضوء الحاجة إلى تعزيز التعاون داخل الاتحاد الأوروبي وسط تزايد المشاعر المناهضة للاتحاد في عدد من الدول الأعضاء.
ويتكون البرلمان الألماني (البوندستاغ) من 598 عضواً على الأقل ويتم تشكيله على أساس مختلط حيث يتم تخصيص نصف المقاعد 299 لمرشحين تم انتخابهم في 299 دائرة انتخابية ذات ولاية واحدة بأغلبية بسيطة أي وفقاً لنظام الأغلبية ويتم توزيع النصف الثاني من المقاعد على المرشحين الذين دخلوا البوندستاغ في القوائم الحزبية اعتماداً على عدد الأصوات التي حصل عليها حزب معين.
سانا