هل حان دفن الأمم المتحدة ومؤسساتها .؟


يونس خلف
لم يعد للسر ضرورة وأصبح العالم كله يدرك ويرى ويسمع ويشاهد تقاعس وانحياز وغياب دور المنظمات الدولية وفي مقدمتها الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة وعدم حتى التفكير بتنفيذ مضامين ميثاقها وايقاف العدوان الذي يهدد الامن والسلم الدوليين ، وإذا كنا نسمع أو نقرأ أحياناً عن المساعدات الإنسانية وكأن هذه المنظمات الدولية تحولت إلى جمعية خيرية أو هيئة اغاثية للكوارث وليست مؤسسة معنية بالأمن والسلم ومنع المعتدين من ممارسة كل ما يمس وينتهك حقوق الإنسان وسيادة الدول .
ومع انهيار مبادئ الشرعية الدولية التي كان يعتد بها من قبل الشعوب والأمم كافة فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا عن مستقبل ومصير القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين مختلف الدول ويحدد طبيعة الأفعال والممارسات والأنشطة التي تقوم في هذا المجال ؟ من المؤكد ان هذا القانون بات مهدداً في الصميم ، ذلك أنه من حيث الجوهر ارتكز على مسألة الشرعية الدولية التي تتجسد في سلسلة القوانين والاتفاقيات والمعاهدات المختلفة التي جرى التوقيع عليها ومصادقتها من قبل المئات من الدول المستقلة والأعضاء في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، من هيئة الأمم الى مجلس الأمن الى غيرها من منظمات حقوق الانسان التي عبثت بها هذه التحالفات وألغت وجودها بعد أن انتهكتها أمريكا عبر سنوات طويلة . ‏ هل تستطيع الأمم المتحدة أن تتحرر من سيطرة الولايات المتحدة التي تهدف إلى إنهاء الوجود الفعلي للدول .؟ سؤال مشروع لكل من يعلم إن فاعلية الأمم المتحدة تكمن في أن تكون قراراتها عاملاً لحفظ السلام والأمن وليس سبباً للتوتر وجسراً للعبور باتجاه المصالح الاستعمارية بينما المؤسسات الدولية لاحول ولا قوة لها إلا كما تريد أمريكا والشواهد والوقائع التي تتفرج عليها الأمم المتحدة كثيرة دون أن تحرك ساكناً إلا باتجاه المصالح الأمريكية . فهل ثمة من لا يزال يرى ويسمع ويفكر ويعول على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ؟ أم أن علينا دفنها إلى غير رجعة ؟