الانتظار التاريخي ,,, بقلم صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب

الانتظار التاريخي ,,, بقلم صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب
الانتظار التاريخي ,,, بقلم صاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب - موقع أصدقاء سورية

كل ما يحدث في أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب والشمال والجنوب والدوران في الوسط لم يكن كافياً لترك السوريين وشأنهم، فما تزال العيون نحو سوريا، وخاصة أن الاستحقاق الرئاسي بات قريباً، ولذا لم يكن غريباً أبداً أن زاد الضغط على الشعب السوري لأنه المعني أولاً وآخراً بهذه الانتخابات، فزادوا الضغط عليه في صحوة الشتاء القارس ومنعوا المشتقات النفطية التي لم تصل إلى غالبية بيوت السوريين هذا العام، خاصة «الديزل» المادة الأساسية للتدفئة لدى السوريين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني وكذلك الدواء.. وهو ضغط مدروس وممنهج غايته الأولى إفقار وتجويع الشعب السوري لغرض تحقيق الهدف الأكبر وهو إفشال الانتخابات الرئاسية وإظهار المرشح الأساسي الرئيس الدكتور بشار الأسد بمظهر العاجز عن تحقيق أمن واستقرار بلاده، وهو الأمر الذي راق للرئيس التركي اردوغان مستغلاً هذا التوقيت ليحقق ما يستطيع من تمدد على الأرض في المناطق التي تقع تحت نيران جيشه من الأتراك والتنظيمات الإرهابية، التي باتت تعمل بإمرته مباشرة لإشغال الجيش السوري بها ليس على المناطق الحدودية وحسب، وإنما من خلال تسللات للإرهابيين في شرق مدينة حمص (البادية السورية) وشمال مدينة سلمية، حيث تكررت عمليات الكمائن لقتل العسكريين السوريين عبر طريق خناصر (في وادي العذيب)، هذا الضغط الذي لم يكن في أية لحظة قادماً من فراغ أشعلته هذه الفترة دراسات واستطلاعات مستقلة تؤكد تمسك السوريين بقيادة الرئيس الأسد. من جهة أخرى، وحتى لا ننسى أيضاً الاحتلال الأميركي لأجزاء من الأراضي السورية، والقوات الأميركية تعمل جاهدة على نقل الدواعش من مناطق إلى مناطق وسرقة قوت وثروات الشعب السوري بمساندة جماعة قسد الارهابية، فعلا غطرسة لا مثيل لها وضرب الحائط بالقوانين الدولية، والعرب، يا حيف، لا كلمة لهم.. ولو كنا أمة ما زالت تهوى القراءة لأدركنا خطورة الوثيقة السرية التي نُشرتْ مؤخراً لوزير خارجية فرنسا السابق رولان دوما. والتي تكشف خبايا المؤامرة الدولية ضد سوريا، والتي تؤكد أن ما جرى في سوريا ليس مسألة حريات ولا ثورة معارضة، وإنما مؤامرة لتدمير دولة وصلت إلى حالة من الاستقرار والبحبوحة رغم رفضها لصفقة القرن، فكان من واجب المجتمع الدولي تحريك مخططاته لتدمير هذا البلد. يقول الوزير الفرنسي بثقة «إنني لا أوافق على السياسة الإسرائيلية، وقد كنت وفياً بذلك لمبدأ التوازن، الذي أسس له الجنرال ديغول في الشرق الأوسط، يحق للشعوب العربية أيضاً الاحترام وان السياسة الإسرائيلية الحالية المستوحاة من الناشطين المقربين من الصهاينة لا تسير في الطريق الصحيح». هكذا باختصار شديد يلجأون اليوم إلى خلط الأوراق والتشويش حتى لا يستطيع المواطن السوري تحديد موقفه، أو إلى أن يفقد الأمل في كل شيء.. علماً بأننا كإعلاميين بدأنا نلاحظ أن الاداء السياسي الغربي بات هزلياً ويُستثمر بشكل تافه أحياناً ومفضوح وكأن العالم أمام مشهد مسرحي كوميدي. لم أعد أرى مصطلحاً حقيقياً لتوصيف ما يحصل.. لكن الحالة هزلت حقاً، وليس من عنوان سوى الانتظار. فخري هاشم السيد رجب

القبس الكويتية