تضمنت أعمال معرض “عوالم ضيقة” للنحات مناف حسن حالات إنسانية عديدة مأخوذة من الحياة، لتحكي عبر حركتها قصة إنسان محملة بالكثير من المعاني الوجدانية.
المعرض الذي تستضيفه غاليري “زوايا” هو المعرض الفردي الأول للنحات حسن في سورية، حيث ضم 26 عملاً نحتياً بتقنية معدن البرونز بأحجام صغيرة ومتوسطة، وبأسلوب تعبيري رصد من خلاله عوالم الإنسان الداخلية بحركات راقصة موظفة في الفراغ بطريقة مدروسة.
وعن اختياره معدن البرونز خامةً لأعماله، قال النحات حسن في تصريح لمراسل سانا: “إن البرونز بالنسبة لي مادة صديقة ومطواعة أتمكن من الحوار معها بصراحة مطلقة، لكونها تساعدني في التعبير عن أفكاري وتمنحني حرية الحركة، وعبرها تتمكن أعمالي من الطيران والتحليق، وهي ذاتها تغلق عليها أبواب ذراتها عندما أريد لها الانطواء والعزلة”.
وأوضح حسن أن بطل أعماله هو الإنسان المعاصر ابن المدنية الحديثة الاستهلاكية، المحاط بواقع قاس ومستهلك لكل شيء حتى الأفكار، مبيناً أن بطل أعماله انطوائي عند حدود واقعه، يقبع وراء نافذته ليشاهد عالمه المعقد.
وحول ولادة الفكرة عنده، أشار حسن إلى أن مواضيع أعماله تهاجمه في كل مكان، وخصوصاً أنه عاش في دمشق بين مرحلتين مختلفتين بكل تفاصيلهما، مؤكداً أن النحت بحاجة ماسة إلى التقنية التي تكون في خدمة البحث الفني.
وعن بحثه الفني الذي عمل عليه قال حسن: “يشغلني الإنسان وتفاعله وتأقلمه مع الواقع وما وراء الواقع، والمرأة حاضرة كما الرجل بعد أن مزجت الجسدين بروح واحدة”.
ويسعى النحات حسن اليوم إلى التعبير عن عوالم فقدت أصالتها، وواقع فك من عقاله، فالعالم بات مجنوناً ويعصف بنا على حد تعبيره، مشيراً إلى أنه رغم عدم وجود حدود للحب وللسلام وللحلم، لكن العالم بات ضيقاً.
والنحات مناف حسن من مواليد عام 1981، وهو خريج مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، وتتلمذ على يد النحات غزوان علاف، وهو مصور صحفي لعدد من المجلات والصحف السورية، وله الكثير من المشاركات في معارض جماعية محلية وخارجية وورشات عمل، وحائز عدة جوائز بمسابقات محلية.