معتقلون بشبهة الحنين… مجموعة جديدة للشاعرة جدعة أبو فخر عكست من خلال نصوصها إحساساً صادقاً بواقع عاشته أو بأحلام وآمال رأت أنها أجمل بأشكال شعرية متنوعة جمعت في مكوناتها الفنية بين الأصالة والحداثة.
وفي مجموعتها عبرت الشاعرة أبو فخر بشكل عفوي عن حبها الكبير لوطنها الأم سورية فهي الجمال والوجدان والقوة بأسلوب سهل ممتنع معلنة التمسك بترابها مهما كانت الصعوبات فقالت:
عاهدت ترابك لن أرحل … ويظل ثراك كعنواني
تبقين لنا وطن العز .. . وربيعاً عاد بألواني
وتعتبر من خلال إحساسها وحضورها النفسي في كتابة الشعر أنه من المفترض أن يكون الشاعر شجاعاً وأن تكون الكتابة رمزاً لمن يقرأ ويعرف هدفها فلابد أن يكون لها دور في الحق والحقيقة فتقول:
شقية هي القصيدة … وحرفي شجاع كمحارب عتيق..
حين يعزفني الحنين ناياً … لا تثنيه نغمة الراعي.
وترى الشاعرة أبو فخر أن كثيراً مما يكتسبه الشعراء والمثقفون هو من المعلم الذي يفني عمره في تعليم طلابه، ويصلون إلى مواقع وأماكن مختلقة وجميلة لهذا على الشاعر أن يعترف ولو بجزء بسيط مما قدمه المعلم فقالت:
لم تعرفوا كيف السحائب تلتقي … في صبحه درر كماء
العين فلتعلموا بمعلمي وبنبله … فهو العتيق الجذر وشم حنيني.
وتلتهف الشاعرة للقاء القدس بروح قومية عربية تشعر من خلالها أن القدس العربية هي مدينتها وتنتمي إليها فتشتعل عواطف الشوق واللهفة وتخاطبها مستخدمة موسيقا البحر الكامل المناسب لعاطفة الشوق الكبيرة فتقول:
يا قدس مهلاً فالجراح تصيبنا … مطراً غزيراً وافر التهطال
عاودت حزني بعدما غادرته … كيف اللقاء وأنت في الأغلال.
وفي النصوص مواضيع أخرى متنوعة غلب عليها البعد عن التكلف وترك العبارات كما خطرت ببال الشاعرة التي جاءت من خلال حضورها العفوي في الواقع.
المجموعة من منشورات دار البلد للطباعة والنشر والتوزيع، وتقع في 113 صفحة من القطع المتوسط ولمؤلفتها عدد من المجموعات الشعرية منها الحبيبة وصية وحروف تجمع وطن وكتبت في أدب الأطفال، وشاركت في العديد من المهرجانات في سورية والوطن العربي.