معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بطرطوس… جهود مضاعفة لتأهيل الطلبة ودمجهم بالمجتمع

عبر لغة الإشارة وأبجدية الأصابع، يتواصل مدرسو معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بطرطوس مع طلابهم، حيث يبذلون جهوداً مضاعفة لتأهيلهم ودمجهم بالمجتمع، بما يتماشى مع أهداف المعهد وإعدادهم وفق برامج تربوية محددة.

وأوضحت مدرسة اللغة الانكليزية ربا حسين لمراسلة سانا ضرورة بناء جسر من المحبة والألفة بين المدرس وطلابه ذوي الإعاقة، مبينة أنها تستخدم وسائل تعليمية متعددة، منها التواصل البصري ولغة الإشارة والرسم والصور التوضيحية، حيث تكمن الصعوبة في تلقين المعلومة من قواعد ومفردات بالصفوف الخامس والسادس وما فوق لأن النمو الإدراكي والمعرفي لديهم أقل من أقرانهم الأصحاء وبدرجات متفاوتة.

مدرس اللغة العربية أيهم سكاف أوضح أن إيصال المعلومة وترسيخها في ذهن الطالب يحتاج إلى جهد مضاعف، لافتاً إلى أنه يركز على تعزيز ملكة النطق لدى ذوي الإعاقة السمعية ويبتعد عن استخدام لغة الإشارة وخاصة الذين لديهم بقايا سمعية، كما تتم الاستعانة بمدرسي النطق لتحسين مخارج الأحرف قدر الإمكان.

وأشارت ريم القدوح مدرسة الرياضيات لصفوف الأول والثاني والثالث إلى أن كل طالب يعتبر حالة خاصة، ويحتاج إلى أسلوب مختلف عن الآخر، مضيفة: إن المعهد يركز على مهارات الحياة التي تساعد على التواصل مع العالم الخارجي ويهتم أيضا بمختلف الأنشطة الفنية والثقافية والمجتمعية.

مدرسة الأنشطة والرسم مريم يحيى قالت: إن حصة الأنشطة من الحصص المسلية للطلبة، حيث يفرغون طاقاتهم ويعبرون عن مشاعرهم ورغباتهم من خلال الرسم ويشعرون بالسعادة عند رؤية نتاج عملهم مباشرة، مشيرة إلى حرصها على تنظيم معارض فنية خاصة بهم.

وأفادت ليال خليل مدرسة لمادة الاجتماعيات بأنها تستخدم ثنائية اللغة “النطق والإشارة” ضمن القاعة الصفية وتعتمد على وسائل حسية وبصرية متنوعة، مشيرة إلى أن مدرس هذه الفئة يجب أن يتسلح بالصبر والهدوء وسرعة البديهة وتبسيط أدواته.

بدورها مديرة المعهد ميادة خضر أكدت أن مدرسي هذه الفئة يجب أن يكونوا ملمين بطرائق وأساليب التدريس، إضافة إلى أهمية استخدام وسائل تعليمية متنوعة وجاذبة تساعد في إيصال المعلومة، مشيرة إلى أن عدد المسجلين للعام الدراسي الحالي يبلغ 34 طالباً وطالبة تتراوح أعمارهم بين 4- 17عاماً ومداركهم السمعية متفاوتة، ويتم تدريسهم وفق مناهج وزارة التربية بإشراف كادر تربوي واختصاصي من اجتماعيين ونفسيين وجميع خدماته مجانية.

يشار إلى أن المعهد افتتح في عام 2016، ويتبع لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤلف من تسع شعب صفية وغرف للأنشطة الفنية والترفيهية ولتحسين النطق ويستقبل حالات ذوي الإعاقة السمعية فقط.