“الربيع “بسمة الطبيعة

حط رحاله بعد غياب… فصل الربيع، عيد الأم أعلن عنه والأرض توشت ببساطة مزركش بديع من زهور الروابي، وبراعم الأشجار بدأت تشق طريقها نحو رحلة العطاء، وبعض الثمار أطلت برأسها خجلى تعلن عن بدء موسم الخير.حلة من البهاء والترف بالألوان أجبرت كل صاحب موهبة أن يتغنى بهذا الإبداع الرباني شعرا ورسما وأدبا على سيمفونية عذبة تعزفها عصافير خرجت من وكناتها وأخرى حلت ضيفة بعد سفر وطول غياب..الطبيعة تختال بزهو بثوبها كما تختال عروس جميلة ليلة زفافها بفستانها المزين الساحر، رياحين وأقاحي وورود وزهور في مهرجان العبير وضوع العطور. أيام تبعث على الطمأنينة والراحة النفسية تدفعنا إلى السهول والروابي والغابات لنقضي ساعات بعيدا عن هموم الحياة وضغوطات العمل بين جنبات الطبيعة وعلى صوت خرير الجداول والينابيع. هذه الروض الغناء كانت ملهمة على الدوام للأدباء والشعراء فجادت قرائحهم بأجمل قصائد الشعر وخواطر النثر وصفا وعشقا، فهاهو الأديب عباس العقاد يقول عن فصل الربيع 🙁 إنه موسم الحب وحين يقترب تسري الحركة في عالم الأحياء كأنهم يتأهبون لعرس أو يتجملون ليوم مهرجان ) َوهاهو الشاعر صفي الدين الحلي يقول :خلع الربيع على غصون البان… حللا فواضلها على الكثبان وتتوجت بسط الرياض فزهرها… خد الرياض شقائق النعمان وأيضا الشاعر البحتري تجلى سحر الطبيعة في الربيع في أشعاره فقال :أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا.. من الحسن حتى كاد أن يتكلما هذا نذر يسير مما فاضت به قريحة الأدباء والشعراء و كتبوه عن الربيع وجماله.والربيع في سوريا حكاية مختلفة ترويها كل منطقة و محافظة وبيئة جغرافية، فهو في البادية فسيفساء بديعة من الزهور والزنابق، وفي الساحل بيارات عابقة من

الليمون، وفي المنطقة الجنوبية محاصيل خير وغلال وسنابل تتطلع للشمس، وفي دمشق وغوطتها لوز ودراق وأشجار بزهور مختلفة الألوان والثمر.إن مهرجان الربيع طرق الباب وأعلن عن نفسه ضيفا لطيفا مرهف الأحاسيس، وبدورنا فتحنا له الأبواب والنوافذ لاستقباله بما يليق به من بهاء وخير وفرح.

إعداد مجد حيدر