التاسع والعشرون من فبراير هذا التاريخ الذي لا يتكرر على الروزنامة إلا كل أربع سنوات وفيه تسمى السنة بالكبيسة حيث تستغرق الأرض للدوران حول الشمس ٣٦٦ يوما بدلا من ٣٦٥يوماهذه السنه ٢٠٢٤ هي سنة كبيسة أي أن هناك يوما إضافيا في هذا الشهر (شهر شباط الجاري) بحيث يكون تسعة وعشرين يوما بدلا من ثمانية وعشريننحتاج هذا اليوم الإضافي لابقاء الاشهر على تزامن مع الفصول لتبقى الأشهر التي تأتي في الصيف.. في الصيف والاشهر التي تأتي في الشتاء.. في الشتاء، لأن السنة هي المدة التي تحتاجها الأرض لإكمال دورة كاملة حول الشمس وهي ٣٦٥ يوما لكنها ليست كذلك بالضبط فالارض وبتقويمنا لا تكمل الدورة بليل ٣١ كانون الأول ولكن بعد ست ساعات تقريبا،فكيف حاولت الشعوب حل هذه المشكلة؟ نعود إلى عام ٤٦ قبل الميلاد إلى عهد الإمبراطورية الرومانية حيث طرح يوليوس قيصر تقويما بديلا عن التقويم الروماني المعقد الذي كان يحتاج إلى مجموعة مختصة لتقرر أين يجب أن تتم إضافة أو حذف ايام لابقاء التقويم متطابقا مع الفصول. تقويم يوليوس قيصر كان يقتضي أن تكون هناك سنة كبيسة كل أربع سنوات وهذا الشيء أدى إلى أن تكون هناك سنوات كبيسة أكثر من الحاجة وإلى عدم تزامن بين الفصول والتقويم بمقدار عشرة أيام، وفي يوم ٢٤ شباط ١٥٨٢ أصدر بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا غريغوريس الثالث عشر مرسوما باباوياً باستخدام نظام تقويم بديل عن تقويم يوليوس قيصر لإعادة تزامن التقويم مع الفصول وإعادة احتفالات عيد الفصح إلى وقتها المعهود. التقويم الغريغوري هو التقويم الذي لانزال نستخدمه وهو أيضا ينتج سنة كبيسة كل اربع سنوات لكن ضمن شروط محددة وهذا التقويم استغرق ٣٠٠عاما لينتشر في كامل اوروبا ثم بعد مدة أصبح التقويم العالمي. أخيرا لنعرف أنه لو لم يكن هناك سنة كبيسة ولم يؤخذ بالاعتبار هذا الوقت الإضافي بين التقويمات لبدأت الفصول بالانزياح والتحرك وعلى مدى ٧٠٠عاما على سبيل المثال سيبدأ فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي في كانون الأول بدلا من حزيران وهذا مالا نريده… نحن الآن ننتظر الربيع في آذار ونتوق لدفء الصيف في حزيران.
إعداد مجد حيدر