(قرّبا مربط السين مني).. مجموعة شعرية لـ بيهس يوسف

“قرّبا مربط السين مني”، مجموعة شعرية لمؤلفها بيهس يوسف تنوعت بين الشعر الوطني والتمسك بالأرض والمحبة والوفاء وغيرها من الحالات الإنسانية التي صورها، من خلال استخدامه رموزاً وإيحاءات فنية.

وفي مجموعته استحضر الشاعر يوسف التراث الأدبي والشعري الأصيل من خلال محاكاة المتنبي وعلاقته بالشعر والحياة وعيشه في حلب حتى وافته المنية، كما جاء في قصيدة بعنوان “أغنية المتنبي”، فقال:

“أنا الفجوة التي اخترقت صدر طبقات فحول الشعراء…

زوجني الشعر قصيدته ولم يدر…

أن حلب صدى يتردد في دمي…

أنا النسر الشره الطموح…

أرداني الشعر بسهمين من فخر وهجاء”.

وخلال تمسكه بالأصالة وربطها مع الحداثة حاكى عدداً من الشعراء منهم المعري فيلسوف الشعراء وأبو فراس الحمداني وجمع بين ماضيهم وحاضره كقوله للمعري:

“أريد للشام أن تنطق جهراً…

ويجهجه الضوء خليجاً ومصر…

ما أقساك يا حجر المعنى… وما أثقلك…
جسدي يتيمة عصاه…

ودربي نهارات شائكة…

وأنا أسير… أنا أسير”.

ويظهر حب الوطن كبيراً في نصوص المجموعة بعاطفة وجدانية صادقة ولهفة كبيرة، فيقول في قصيدة أغنية إلى وطني:

“وطني أيها السلحفاة العجوز..

أحمل قوقعتك المثقلة..

بالأنياب والمخالب المكسورة..

وأمضي.. الدرب طويل.. طويل..

والأعين اللامعة عند كل منعطف”.

وبلسان الشهيد عبر عن عظمته وأهميته للحياة التي يعيشها الآخرون، فقال بأسلوب سهل ممتنع في قصيدة أغنية الشهيد:

“أنا الصخرة التي نبضت ومن قلبي تدفق نهر المدينة..

دمي ثمين كالماء ودمي رخيص كالماء..

أنا لاء الرفض.. وسين الوعيد”.

وفي المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 128 صفحة من القطع الصغير، نصوص أخرى عبرت عن تعلق المؤلف بهويته وانتمائه الوطني، ومن مؤلفاته “آذار يهمس لي” وغيرها في القصة والأدب.