ضمن فعاليات شهر الثقافة اليونانية في سورية، وبالتعاون مع اتحاد غرف السياحة السورية، تم عرض الفيلم الملحمي اليوناني “إسميرني يا حبيبتي” للمخرج غريغوريس كاراديناكس في سينما فندق شهبا حلب.
وتتناول أحداث الفيلم الذكرى المئوية لتدمير مدينة إسميرني عام 1922 والمجازر الوحشية والإبادة التي ارتكبتها القوات العثمانية بحق أهلها من مدنيين ونساء وأطفال، وما تعرضت له الجاليات اليونانية والرومية الأرثوذكسية والأرمنية من مذابح في القرن الماضي.
وبين القائم بأعمال السفارة اليونانية بدمشق نيكولاوس بروتونوتاريوس في كلمته أهمية الفعاليات التي يشهدها الشهر الثقافي اليوناني في سورية في تعزيز أواصر الصداقة، والتبادل الثقافي بين الشعبين اليوناني والسوري، وهي تشمل عروضاً للأفلام في محافظات دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس، وحفلات موسيقية، وأبرز أنواع الأطعمة اليونانية، مؤكداً رغبة بلاده الشديدة في إعادة تفعيل العلاقات الثقافية العريقة مع سورية، والتي يعود تاريخها لآلاف السنين.
وأضاف بروتونوتاريوس: إن الأقليات القومية والدينية العديدة الناجية من الفظائع العثمانية في مطلع القرن الماضي وجدت ملاذاً آمناً في العديد من المدن السورية، وما لبثت أن أصبحت جزءاً حيوياً من مجتمع سورية العلماني، وكانت حلب من المدن التي رحبت بهذه الأقليات، وقد كابدت مؤخراً الإرهاب، لكنها تمكنت من التغلب على هذه المحنة، وتقف اليوم على طريق التعافي والولادة من جديد.
وأوضح رئيس مجلس محافظة حلب محمد حجازي في تصريح لمراسل سانا أهمية التعاون الثقافي مع الجانب اليوناني، ودوره في نقل التجارب الثقافية بين البلدين في ظل القواسم المشتركة للشعبين الصديقين، منوهاً بأن الفيلم يشعر المشاهد بأن التاريخ يعيد نفسه من خلال المذابح التي تعرض لها أبناء الشعب اليوناني خلال فترة تاريخية معينة، وارتباط ذلك بما تعرضت له حلب وأهلها من إجرام وحشي على يد الإرهاب، مؤكداً أن الشعوب لا تموت وأن الحضارة لا بد أنها ستنتصر على تتار العصر القديم والحديث.
وقال رئيس اتحاد غرف السياحة السورية المهندس طلال خضير: إن العلاقة التاريخية بين سورية واليونان متجذرة وطويلة الأمد تعود لآلاف السنين، ويتشارك البلدان بثقافة واحدة وعادات وتقاليد متقاربة، لافتاً إلى أن الفيلم يلقي الضوء على الفترة التي ارتكب خلالها المحتل العثماني المجازر من خلال اغتصاب مدينة إزمير اليونانية، وتهجير أهلها، واليوم التاريخ يتكرر على يد المحتل التركي وما يرتكبه من جرائم في المنطقة.
وبين الباحث والمحلل السياسي الدكتور كمال الجفا أن الفيلم يحكي عن قصة المأساة اليونانية لأهالي مدينة إزمير، وكيف دخلت إليها جحافل المعتدين والمرتزقة، وتشابه ذلك مع ما شهدته حلب من إجرام على يد الإرهاب، حيث اضطر عدد كبير من أهلها إلى المغادرة وترك كل ممتلكاتهم بسبب جرائم الإرهاب.
حضر الفيلم حشد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والدينية والاقتصادية وعدد من أبناء الجالية اليونانية بحلب.