المرض والحصار يفتكان بالمزيد من النازحين في قطاع غزة

لم يعرف الشاب الفلسطيني أحمد رشيد من أهالي قرية أم النصر شمال قطاع غزة حين نزح من منزله إلى مدينة رفح جنوب القطاع برفقة والدته أنها لن تعود معه إلى قريته التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي فقد فارقت الحياة بعد أن قتلها المرض داخل خيمة النزوح التي لم يتوافر لها فيها الدواء والغذاء طيلة أيام العدوان الإسرائيلي الـ 110 التي عاشتها.

ويروي رشيد لمراسل سانا مأساته كما آلاف الفلسطينيين في القطاع الذين فجعوا بوفاة أبنائهم وأمهاتهم وأقربائهم بسبب المرض والجوع قائلاً: كان حلم والدتي البالغة من العمر 65 عاماً أن تعود إلى منزلنا في قرية أم النصر بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم، لكن نفاد الأدوية وتوقف المستشفيات عن تقديم العلاج للمرضى بسبب الحصار الصهيوني فاقم معاناتها ليتوقف قلبها وهي تستجدي العلاج الذي عجزت عن توفيره لها.

ويضيف: ارتقت والدتي شهيدة الحصار والقصف والبطش كحال آلاف الفلسطينيين الذين يفتك بهم الجوع والعطش والمرض، بينما العالم صامت ومتواطئ في الجريمة البشعة التي يرتكبها الاحتلال أمام كاميرات التلفزة دون أن يتحرك للجم الاحتلال.

مأساة الشاب رشيد تكررت مع زكريا عليان من مدينة بيت حانون شمال القطاع ويتواجد حالياً في مركز إيواء بتل السلطان غرب رفح جنوب القطاع، حيث يقول والدموع تنهمر من عينيه وهو يتذكر فراق زوجته: لم يستمر زواجنا سوى سبعة أشهر، كانت في الأشهر الأولى من الحمل عندما باغتتنا قذائف الموت الإسرائيلية في محيط منزلنا ما أدى لإصابة زوجتي بنزيف حاد تسبب في إجهاضها ومن ثم استشهادها، كنا نخطط لاستقبال طفلنا الأول لكن الاحتلال الغاشم خطف أحلامنا وحيوات فلذات أكبادنا.

الشاب محمود أبو عمشة الموجود في خيمة إيواء بمدينة رفح له رواية مفجعة فقد تلقى نبأ استشهاد والديه وإخوته الـ 8 في قصف للاحتلال استهدف مركز التدريب المهني التابع لوكالة الأونروا في مدينة خان يونس الذي لجأ إليه آلاف النازحين ولاحقتهم قذائف وصواريخ الاحتلال، ويقول: كل أفراد عائلتي استشهدوا ولم أستطع توديعهم، وتقبيل والدتي ووالدي وإخوتي قبلة الوداع الأخيرة لأني موجود في مدينة رفح والاحتلال قطع الطرق الواصلة بين رفح وخان يونس، أصبحت دون أم وأب وأشقاء، وحيداً بعد أن خطفهم إجرام الاحتلال الإسرائيلي.