في اليوم الوطني لمكافحة عوز اليود… تراجع في نسبة الأسر التي تستخدم الملح الميودن

بمناسبة اليوم الوطني والعلمي لمكافحة عوز اليود نظمت وزارة الصحة بالتعاون مع عدة منظمات دولية احتفالية مركزية بدمشق تحت شعار “تأثير نقص اليود على الجسم وأكثر”.

وأعلنت الوزارة خلال الاحتفالية نتائج دراسة معايير اليود لدى أطفال المدارس الحكومية من عمر (6 إلى 12) سنة نفذتها دائرة البرامج الخدمية الداعمة بالوزارة “برنامج التغذية” تظهر أن 55 بالمئة من الأسر السورية فقط تستخدم الملح الميودن.

مديرية الرعاية الصحية الأولية بالوزارة الدكتورة رزان الطرابيشي أشارت في كلمة لها خلال الاحتفالية إلى أن سورية عانت في السابق من انتشار عوز اليود بين الأفراد، ونتيجة لذلك تقرر إعطاء اليود الزيتي للأطفال والنساء لمدة سنتين ثم تم تبديل هذه الاستراتيجية بإضافة اليود إلى الملح، مبينة أنه نتيجة للعمل الدؤوب أظهرت آخر دراسة نفذت على طلاب المدارس عام 2006 ارتفاع نسبة الكفاية من اليود إلى ما يقارب 60 بالمئة مع انعدام نسبة العوز الشديد.

من جانبها لفتت مديرة مشروع عوز اليود في الوزارة الدكتورة أمل حرفوش إلى أن عوز اليود مشكلة صحية تواجه أغلب دول العالم وليس فقط سورية، ويؤدي إلى مخاطر صحية لمختلف الفئات العمرية من مرحلة الجنين إلى الكهولة أهمها انتشار حالات نقص النمو والتقزم والإجهاض المتكرر للحوامل وتأذي دماغ الجنين والتخلف العقلي وضعف السمع والنظر وانخفاض معدل الذكاء، مشيرة إلى أن 90 بالمئة من أعراضه على الأطفال لا تظهر بشكل واضح وقد لا يكتشفها الأهل إلا بعد دخول الطفل إلى المدرسة.

وأشارت الدكتورة حرفوش إلى أنه نظراً للظروف التي تمر بها سورية فقد تعطلت الكثير من معامل القطاع العام والخاص عن العمل، إضافة إلى صعوبة تأمين مادة يودات البوتاسيوم بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها ما أدى إلى تراجع مسيرة البرنامج نسبياً، إلا أنه تم وصول كميات من مادة يودات البوتاسيوم لإضافتها الى ملح الطعام بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بدمشق عن طريق معامل الملح ومراقبة إضافتها باستمرار حسب النسب المعتمدة دولياً.

من جانبها عرضت رئيس دائرة التغذية في الوزارة الدكتورة هالة داؤود دراسة نفذها البرنامج في عام 2022 استهدفت نحو 5000 أسرة من مختلف المحافظات وظهرت نتائجها خلال العام الجاري وأبرز هذه النتائج أن 55 بالمئة من الأسر فقط تستخدم الملح الميودن، مبينة أن الحلول تتمثل بتأمين مادة يودات البوتاسيوم وحصر المعامل التي تنتج الملح الميودن ودعمها ونشر التوعية في المجتمع، مشيرة إلى أن مشروع عوذ اليود تأسس في سورية عام 1991.

وعن دور المنظمات الدولية في مكافحة عوز اليود أشار مسؤول التغذية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” الدكتور نادر أبو لبدة إلى استمرار المنظمة بدعم جميع القضايا التي تخص الأطفال في سورية ومن بينها الجوانب المتعلقة بصحتهم وتغذيتهم، مبيناً أن برنامج يودنة الملح في سورية من البرامج الأساسية التي تهدف إلى حصول جميع شرائح المجتمع على احتياجهم اليومي من مادة اليود المهمة لعمل جميع وظائف الجسم، بما فيها الوظائف العقلية والإدراكية وعمل الغدد الصماء ويعد هذا التدخل فعالاً اقتصادياً وذا عائد صحي واقتصادي مهم.