صناعة زيت الزيتون

صناعة زيت الزيتون تعد واحدة من الصناعات الهامة في سوريا، حيث يعتبر زيت الزيتون منتجًا تقليديًا ذو قيمة غذائية عالية واستخدامات متعددة. تمتاز سوريا بمناخها المتوسطي المثالي والتربة الخصبة، مما يجعلها من أفضل البلدان لزراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون عالي الجودة.

تعود زراعة الزيتون في سوريا إلى آلاف السنين، حيث كانت تعتبر أحد أهم محاصيل البلاد التقليدية. يعتبر زيت الزيتون جزءًا هامًا من الثقافة والتراث السوري، ويستخدم في الطهي والتغذية الصحية والطب التقليدي.

عملية إنتاج زيت الزيتون تتضمن عدة خطوات. يتم جني ثمار الزيتون يدويًا أو باستخدام آلات خاصة، وتختلف أصناف الزيتون المستخدمة في سوريا، ومن أبرزها صفاوي وحلبي ورماني. بعد جني الثمار، تتم عملية فرزها وتنظيفها للتخلص من الشوائب والأوراق.

ثم يتم طحن الثمار للحصول على عجينة تسمى بالعصيدة، وتتم هذه العملية عادةً باستخدام حجارتين تداران بطريقة تقليدية أو باستخدام آلات حديثة. يتم خلط العصيدة لفترة قصيرة لتسهيل عملية استخراج الزيت منها.

بعد ذلك، يتم عصر العجينة لاستخلاص زيت الزيتون. يتم هذا العصر بواسطة الضغط أو الطرد المركزي، وتختلف طرق الاستخلاص حسب التكنولوجيا المستخدمة. يتم تصفية الزيت بعد العصر لإزالة الشوائب والرواسب، ويتم تخزينه في حاويات مظلمة للحفاظ على جودته.

زيت الزيتون السوري معروف بجودته العالية ونكهته المميزة. يتمتع بخصائص صحية عديدة، حيث يحتوي على الأحماض الدهنية الصحية ومضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض المزمنة.

تعد صناعة زيت الزيتون مصدرًا رئيسيًا للعديد من العائلات السورية، حيث يوفر فرص عمل للمزارعين الصغيرة والمتوسطة ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. توجد العديد من المزارع ومعاصر زيت الزيتون في مختلف مناطق سوريا، مثل محافظات حلب وحماة واللاذقية وطرطوس.

ومع ذلك، تعاني صناعة زيت الزيتون في سوريا من تحديات عدة. أثرت على الإنتاجية والجودة بسبب الحرب الارهابية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. مما أدى لتضرر البنية التحتية للقطاع الزراعي وتأثرت القدرة على الوصول إلى الأسواق الخارجية.

ومع ذلك، تستمر الجهود لتعزيز ودعم صناعة زيت الزيتون في سوريا. يتم تقديم الدعم الحكومي من خلال توفير المشاريع التدريبية والتمويل والتوجيه الفني للمزارعين وأصحاب المعاصر. والعاملين في صناعة زيت الزيتون.

يعد زيت الزيتون منتجًا فريدًا وقيمًا في سوريا، ويتمتع بسمعة طيبة عالميًا. يتم استخدامه في العديد من الوصفات السورية التقليدية والمأكولات الشهية. كما يتم تصديره إلى العديد من الأسواق العالمية، حيث يتمتع بشعبية كبيرة بسبب جودته ونكهته الفريدة.
، تعد صناعة زيت الزيتون في سوريا قطاعًا مهمًا يساهم في الاقتصاد المحلي وتعزز الثقافة والتراث السوري. ورغم التحديات التي تواجهها، تستمر الجهود لتعزيز وتطوير هذه الصناعة القيمة والحفاظ على جودة وتميز زيت الزيتون السوري.

بقلم محمد الجاجه