بوتين: الوضع في غزة كارثي ولا بد من قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع في قطاع غزة يمثل كارثة إنسانية ويجب إيصال المساعدات الإنسانية، فيما لفت إلى أنه لا بد من إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لحل النزاع في المنطقة.

ونقل موقع “آر تي” عن بوتين قوله في مؤتمره الصحفي السنوي، حيث يعرض نتائج العام 2023، ويجيب عن أسئلة الصحفيين، وكذلك المواطنون الروس حول الأوضاع المحلية والعالمية: “لا بد من إيجاد أسس متينة لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، بما يضمن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس”، لافتاً إلى أن بعض الدول هي من يعيق تنفيذ هذه القرارات ويمنع التوصل إلى حل شامل ونهائي.

وشدد بوتين على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، موضحاً أن روسيا بحثت إمكانية إنشاء مستشفى ميداني في غزة ولكن الجانب الإسرائيلي رفض ذلك.

وحول العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا أكد بوتين أن السلام سيتحقق عندما نصل إلى أهدافنا التي لم تتغير، وهي اجتثاث النازية في أوكرانيا ونزع سلاح الدولة الأوكرانية والوضع الحيادي لها.

وقال بوتين: “أعتقد أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الغربية سوف يتوقف في يوم من الأيام”، مبيناً أن القوات المسلحة الروسية تتقدم على طول خط المواجهة وتعزز مواقعها، فيما أعلن الأوكرانيون أن الهجوم المضاد لم يحقق أي نتائج.

وأشار بوتين إلى أن هناك آلافاً من المتطوعين الذين يرغبون في المشاركة في العملية العسكرية الخاصة، ولسنا بحاجة إلى إعلان التعبئة العامة، مشدداً على أن جنوب وشرق أوكرانيا كانا دائماً أرضاً روسية.

ولفت بوتين إلى أن تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ليس مرتبطاً فقط بنا، حيث بدأت القطيعة مع أوروبا عقب الانقلاب في أوكرانيا عام 2014، وذلك بعد أن حاولنا لعشرات السنين إقامة العلاقات مع أوكرانيا.

وبين بوتين أن الولايات المتحدة صرفت 5 مليارات دولار بغرض إفساد العلاقات بيننا وبين أوكرانيا، وبعد الاتفاق بين الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة عام 2014، وقع الأوروبيون كضامنين للاتفاق، لكنهم بدوا وكأنهم لا يعرفون شيئاً بعد اندلاع أحداث العنف.

وجدد بوتين التأكيد على أن روسيا مع بناء العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة لكن سياساتهم الإمبراطورية تعيق ذلك، مشيراً إلى أنه ” في مدن عديدة من أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم يؤمن الناس أننا ندافع عن مصالحنا الوطنية… وعدد أنصارنا يزداد بشكل كبير جداً”.

وحول الوضع العالمي قال بوتين: إن هناك عدداً كبيراً من البلدان القوية ذات السيادة حول العالم التي لا تريد الحياة في ظل القواعد التي يفرضها الغرب، وتخلق ظروفاً للتطور الفعال، وهو ما سيكرس له عمل روسيا كدولة مستضيفة لقمة “بريكس”.

وأضاف بوتين: إننا ندرك أن مستوى التعاون مع جمهورية الصين الشعبية قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة وعلينا أن نصل مع الصين إلى حجم تبادل تجاري 200 مليار دولار، وبنهاية هذا العام سنبلغ أكثر من هذا الرقم وسنصل إلى نحو 230 ملياراً مطلع العام المقبل، مؤكداً أن العلاقات مع الصين تتطور بشكل مستقر ومتنوع، حيث نحسن العلاقات في قطاع البنى التحتية، وفي مجال التكنولوجيا المتقدمة، وسنستمر في ذلك مستقبلاً.

وتابع بوتين: إننا نرى ما يجري حول روسيا والصين ومحاولات الغرب بالتحول نحو آسيا وضم دول من آسيا إلى “الناتو”، وكذلك نعلم أن اسم هذه المنظمة “حلف شمال الأطلسي”، فما الذي تفعله إذا في آسيا، مضيفاً: “نحن والصين لا نقوم بأي من هذه الأشياء، نتعاون مع دول أخرى في المجال الاقتصادي والإنساني ولا نوجه تعاوننا ضد أي طرف ثالث”.

وفيما يخص الوضع الداخلي في روسيا قال بوتين: إن المهام الأساسية لدولة مثل روسيا هي تعزيز السيادة، “ولا يمكن أن توجد روسيا بشكلها الحالي دون سيادة مطلقة، وما يعنيه ذلك من تعزيز للأمن، وتعزيز لإمكانيات الدفاع، وحقوق المواطنين، والسيادة الاجتماعية، وضمان حقوق وحريات المواطنين… والنظام السياسي والبرلمان والمجتمع يتفهم تماماً أن روسيا من دون ذلك لا يمكن أن تبقى بشكلها الحالي”.

وأوضح بوتين أن روسيا جمعت من قدراتها ومرونتها في مجال الاقتصاد، وكذلك في مجال الأمن، ما مكنها أيضاً من مواجهة العقوبات الغربية، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 3.5 بالمئة، وهو يعني أننا عوضنا ما خسرناه خلال العام الماضي.

ولفت بوتين إلى أن التضخم وصل إلى 8 بالمئة ولكن البنك المركزي والحكومة يتخذان التدابير اللازمة لمواجهة ذلك، مبيناً أن نمو الصناعة وصل إلى 6 بالمئة، والاستثمار نما بنسبة 10 بالمئة، وهو ما يعني أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي والصناعة ناجح تماماً، وسيضمن النمو المستدام في المستقبل.

وأضاف بوتين: إن من يحتفظون بأموالهم في البنوك الروسية يشعرون بالأمان لاستقرار النظام البنكي في روسيا، كما انخفض دين الدولة الخارجي من 46 مليار دولار إلى 32 ملياراً، لافتاً إلى أن روسيا تخطط لبناء ألف طائرة عام 2030 وتحسين صناعة الطائرات الوطنية، وكذلك إنشاء محركات جديدة أكثر كفاءة وهو ما سيعطينا إمكانية التحليق لمسارات طويلة.