بعد الهدنة .. الهروب إلى الأمام  .!

يونس خلف  

بكل وقاحة وبعلانية بعث الكيان الصهيوني برسالة  أن العدوان على غزة سيستمر وربما قبل لحظات من انتهاء مدة الهدنة .. ماذا يعني ذلك؟                  أولى المؤشرات والدلالات أن ذلك كله يحصل باستقواء بالضوء الاخضر الاميركي وأن هذا العدوان يستمر بمباركة اميركية ، وأن الخروج من المأزق الحرج للكيان وأميركا هو الهروب الى الامام وارتكاب المزيد من  المجازر وهو هروب من شبح المحاكمات التي تنظرهم لأنهم مسؤولون عن كل ماحدث . وبالتالي فإن ما يحدث هو توزيغ أدوار بين الإدارة الاميركية والكيان الصهيوني . الأمر الآخر إن الكيان الصهيوني رسم أهدافا كبيرة لعدوانه واكتشفت أميرة أن ما حدث لطخ صورتها أكثر مما كانت ملطخة و، ولذلك نلاحظ أن بايدن ليس مع وقف العدوان إنما مع استمرار الهدنة ، لكن بالمقابل هم موافقون على الاهداف لكن كيف سيكون السيطرة  على الراي العام العالمي . لكن الأخطر من ذلك بالنسبة لنتنياهو هو واحد من أمرين إما الاستمرار بالعدوان أو سقوطه ولذلك هو مرتبك في البحث عن أي مكسب أو انجاز في مكان في غزة .   

 وإذا كانت وحشية هذا العدو ليست جديدة وليست مفاجئة فالكيان منذ ولاته غير المشروعة مليء بصور المجازر فإنه رغم ألم الفقد نستبشر بنتائج هذه الحرب ورغم كل المأساوية التي تنقلها الكاميرات فإن ما حققه المقاومون في كل جبهات المقاومة جعل العدو يستشعر بالانهيار والعدو أصبح فاقداً لأية مبادرة . فهو تسبب بدمار كبير غير مبرر ولا يقابله أي انجاز أو تحقيق أي بند من برنامجه بدءاً من تهديداته باغتيال قيادات من المقاومة . أو القضاء على حركة حماس كما قالوا أو السيطرة على غزة وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين لكن ما حصل أن الكيان الصهيوني كان  يرسم الخط البياني المتصاعد للعدوان إلا أنه بدأ بمرحلة الصعود نحو الأسفل ولا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير بأن أكثر ما يزعج الكيان الصهيوني هو الكشف عن الجرائم  الوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ ، ومن الطبيعي أنها تخشى فعل الكلمة ونقل صورة الواقع على حقيقته ، وبات واضحاً أن ما يمارسه الكيان الصهيوني من تعديات على الاعلام والصحافة والمجازر التي يرتكبها تضع العالم أمام حقيقة هذا الكيان الإرهابي الذي يستبيح كل المحرمات ويمارس الإرهاب العلني بحق الصحفيين  توازيا مع تماديه في الاجرام الوحشي في قطاع غزة . لكن يبقى السؤال عن حالة الصمت من المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم والموقف السلبي من المنظمات المدافعة عن حقوق الصحفيين لأن هذا الصمت  يشجع الاحتلال على المضي في ارتكاب الجرائم لأنه يعرف لن يسأله أحد ولن يحاسبه أحد  عن هذه الجرائم ولا أحد يعاقب من يعتدي على حرية الرأي والتعبير التي كفلتها كل المواثيق الدولية .