هل يجد العرب في قمتهم هذه المرة البوصلة التائهة ..؟

يونس خلف

ثمة سؤال بات يتردد ويدعو للتأمل : هل نحن أمام حرب فاصلة .؟لقد بات واضحاً أن ما يحدث في فلسطين هدفه تدمير المقاومة واسرائيل تعمل بكل جهد على توظيف التصعيد لبناء مشروعها السياسي الاستيطاني وللحصول على الدعم الدولي للعمل على تصفية القضية الفلسطينية وإذا استمرت الأمور بنفس التصعيد صار الجميع على مسافة قريبة من معالم النظام العالمي الجديد .صحيح إن ما حدث في طوفان الأقصى وحرب تشرين يصب في رؤية واحدة حيث حققت المقاومة في طوفان الأقصى أهدافها الاستراتيجية منذ اليوم الأول وأن ما يجري في غزة مختلف عن الجولات السابقة وسوف ينعكس ذلك على الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بشكل عام . لكن مساحة التأمل يجب أن تمتد لتشمل النظر بأن المنطقة العربية عموماً كانت على مر التاريخ هدفاً لكل مستعمر وطامع لأنها تقع في قلب العالم وفيها ومن حولها البحار والممرات التي تؤمن للعالم شرايين الاقتصاد والتجارة وفيها ثروات الطاقة التي يسيل لعاب العالم حولها وبالتالي فإن المنطقة وأهميتها الجيوسياسية لم ولن تكون بمعزل عن أي صراع وأهدافه ونتائجه وأن الهدف هو تفتيت البلدان العربية وسلبها عوامل القوة ولذلك تبقى العروبة هي الحل لأن العرب جميعاً من المغرب إلى العراق في قارب واحد سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه إلا بعد فوات الأوان والحقيقة أن الوطن العربي لا يقرأ ما جرى ويجري على أرض الواقع العربي بعين الوعي وبصيرة المستقبل ولو كان العرب يفعلون ذلك لأدركوا أموراً كثيرة ولما مكنا أعداءنا من استجرارها إليها بدءاً من الحرب الاهلية في لبنان أسبابها ومن أشعلها مروراً بالحرب العراقية الإيرانية واجتياح الكويت وانتهاك الخليج بالقواعد العسكرية والاتفاقات والتطبيع مع اسرائيل والاجتياح الاسرائيلي للبنان وصولاً إلى الحرب العدوانية الظالمة على سورية .لكن السؤال هل يدرك العرب كلهم ذلك؟واقع الحال يقول إنهم مع الأسف لا يمتلكون القرار ولا الموقف . ولعل الجواب قادم من القمة العربية إلا إذا اختلفت معايير التأمل هذه المرة وأدركنا قيمة البوصلة الحقيقية وهي العروبة وإن تأخرنا في ذلك .