دكتور حيان سلمان
مرّ على العدوان الصهيوني على ( قطاع غزة ) مدة /14/ يوم من تاريخ 7/10/2023 وهي صامدة رغم العدوان والحصار (برا وبحرا وجوا ) و الذي تجاوز في مدته حصار مدينة بطرسبورغ في الحرب العالمية الثانية وحصار حلب الحبيبة من قبل نفس الأعداء وتبادل الأدوار بين ( الأصيل والوكيل ) ؟!، فهل هي حرب بين الليبرالية المتوحشة والشعوب الصامدة أي بين تمركز راس المال الغربي ونهوض الشرق ليرسم مستقبله ؟ !،فهل سيصمد اقتصاد غزة من ( زيتون وفخار وصابون و مراكب الصيد والمفروشات التراثية مقابل الترسانة العسكرية الصهيو غربية ؟ !، بصمودك ياغزة وبفعلك ولكل فعل ردة فعل تساويه وتعاكسه في الاتجاه ( قانون نيوتن الفيزيائي ) استدعيت حضور أغلب قادة الدول السبع الصناعية من [ أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا…الخ ] للحضور إلى المنطقة التي اختصروها في ( الكيان الصهيوني المصطنع )؟ ، وبصمودك حركت الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ؟!، فهل أسقطت الأقنعة عنهم كلهم ياغزة هاشم العظمى ومساحتك لاتتجاوز /360/ كم2 بما هو أقل من مساحة مدينة من مدن هذه الدول وتعادل اقل من /1،4%/ من مساحة فلسطين وعدد سكانك /2،3/ مليون نسمة ويشكل الأطفال منهم أكثر من /50%/ و اكثر من /90%/ لا يحصلون على المياه النظيفة حسب ( الأونروا ) ، فهل يتطلب هذا أن ترسل هذه الدول حاملات طائراتها وبوارجها لحصارها وهي التي فيها اكبر كثافة سكانية في العالم مما دفع الكيان الصهيوني لتدمير أبراجها السكنية و المشافي والجوامع والكنائس والمدارس وحتى مراكز الاونروا …الخ ؟!. وغزة بشعبها المقاوم المتمسك بأرضه ووطنه وحقه يرفض الترحيل إلى بلد بديل ( سيناء أو النقب ) أو غيرهما وهو الشعب الذي حطم مقولة الجيش الصهيوني الذي لايقهر حيث كبدوه خسائر( بشرسة ومادية ) لم يتعرض لها في تاريخه منذ تأسيسه سنة /1948/ ( بحكم منطق القوة وليس قوة المنطق )؟!. نعم ياغزة اربكت الاقتصاد الصهيوني حتى الآن وسأذكر بعض المؤشرات ومنها [اكد مدير صندوق التعويضات الصهيوني ( أمير دهان) أن إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات خلال/ 11 / يوما بحدود /373/ مليار دولار وتزيد عن خسائر الحرب على لبنان سنة /2006/ والتي استمرت /34/ يوم / – تراجع معدل النمو الاقتصاديمن /3،5%/ إلى /2%/ وبالتالي تراجع قيمة الناتج الإجمالي بحدود /3%/ – تراجع عمل البورصات الصهيونية وسعر صرف الشيكل الاسرائلي بحدود /10%/ رغم تخصيص البنك المركزي الصهيوني /40/ مليار دولار لدعم الشيكل وتخصيص /15/ مليار دولار لتأمين السيولة اللازمة – خسائر قطاع السياحة بما يزيد عن /4/ مليار دولار من خلال الغاء الكثير من الحجوزات السياحية والإقامة الفندقية – خسائر في تصدير الغاز بعد إغلاق حقل ( تمار ) وتعليق الصادرات الاسرائلية عبر خط الانابيب البحرية المتجهة إلى مصر والتصدير إلى الأردن وبمئات الملايين من الدولارات وبنسبة /20%/ كما أعلنت شركة ( شيفرون ) – تراجع عمل عشرات المؤسسات الاقتصادية الصهيونية بسبب عدم وجود يد عاملة متخصصة نتيجة سحب أكثر من /300/ ألف اسرائلي للانضمام إلى جبهات القتال – تراجع التصنيف الائتماني للاقتصاد الصهيوني كما عبرت وكالتي ( موديز وفيتش) – تراجع الاستثمار الأجنبي خلال هذه الفترة بنسبة حوالي /60%/ – إغلاق معظم الشركات التكنولوجية مكاتبها وأعمالها في الكيان الصهيوني بما فيها ( مايكرو سوفت وغوغل وألفا بيت وأبل وأوراكل ونستلة ) – توقف مشروع تصنيع الرقائق الالكترونية عن العمل وخصص له /25/ مليار دولار – تعطيل عمل الكثير من شركات الطيران من وإلى الكيان – بيع /30/ مليار دولار من العملات الأجنبية في الأسواق الصهيونية وبما يعادل /15%/ من إجمالي الاحتياطيات النقدية البالغة حوالي /200/ مليار دولار- تراجع عمل قطاع الاعمال بحد وسطي /40%/ حسب بنك ( هبو عليم ) الصهيوني – زيادة عجز الموازنة السنوية بأكثر من /2%/ سنويا وبدأ الكيان عمليا بمراجعة موازنة سنة /2024/ – تراجع أسعار السندات الحكومية بنسبة /3%/ وشركة العال الاسرائلية /16%/ – إلغاء مؤتمرات اقتصادية مثل مؤتمر الذكاء الصناعي الذي كان مقررا عقده خلال هذا الأسبوع – توقيف عمل المؤسسات الدولية بسبب سيطرة ( عدم اليقين ) من مستقبل الكيان وقد صرح رئيس البنك الدولي السيد ( أجاي بانغا ) بان البنك البنك الدولي أوقف عملياته – إصدار سندات خاصة بجمع التمويل من مغتربيها وبما يعادل /12%/ من الدين الحكومي الاسرائيلي ( حسب رويترز) – زيادة النفقات التأمينية لشركات التامين المتعاملة مع الكيان – زيادة الخسائر يوما بعد يوم لان تكلفة الرد الصهيوني على المقاومة يزبد عن /40/ مليون دولار يوميا حسب صحيفة ( ذا ماركر ) – انهيار القسم الأكبر من الاقتصاد الزراعي الصهيوني وتراجع مبيعات الأسلحة- – نفقات لوجستية بالملايين من الدولارات لتسكين وتأمين المستوطنين المرحلين من جوار غزة – خسارة مليارات الشواكل من صناديق الائتمان في أيام الحرب مما اضطر وزير الاقتصاد الصهيوني ( نير بركات ) ليصدر أمرا ( يُلزم بتفعيل قانون العمل في ساعات الطوارئ…الخ ) . فهل ستلجأ أمريكا إلى دعم الكيان كما دعمت الحكومة الفاشية في ( أوكرانيا ) أم ستقدم برنامجا إعماريا على مبدا ( مشروع مارشال سنة 1947 ) بعد الحرب العالمية الثانية لأوروبا ، أم ستتمدد الحرب وتتوحد الجبهات وينتهي العالم من الكيان الصهيوني والعربدة الامريكية والناتوية ، وترسم الشعوب مستقبلها بيدها حسب ماتريد وليس حسب إرادة الطغمة المالية الغربية من شرق أوسط جديد وكبير وفوضى خلاقة وما يدعى زورا وبهتان ( الربيع العربي ) والذي دمر أغلب بل كل اقتصاديات المنطقة ومنها سورية ، فهل يقول محوري المقاومة ومكافحة الإرهاب مع ( الصين وروسيا ) وغيرهما كلمتهم وعندها سيتحقق نظام عالمي جديد بدايته كانت في ( سورية وغزة ) والمستقبل مفتوح على كل الاحتمالات .
دمشق 20/10/2023