فجر اليوم الثلاثاء وهو اليوم الـ 11 لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.. دوى انفجار هائل في مدينة دير البلح وسط القطاع، جراء قصف طيران الاحتلال مبنى سكنيا يضم أطفالاً ونساء، وبعد ساعات من عمليات البحث تحت أنقاض المبنى الذي تحول إلى ركام، عثر على جثامين سيدتين وخمسة أطفال.
محمود العواودة الذي كان يتواجد حينها في مركز إيواء تابع لوكالة الأونروا في مخيم النصيرات وسط القطاع، تلقى نبأ أن المبنى الذي استهدفه الاحتلال في دير البلح كانت تتواجد فيه أخته وزوجته وثلاث من بناته.
الذهول والفاجعة خيما على ملامحه وعلى من كان حوله من أهله.. ورغم القصف الشديد والخوف من استهداف طيران الاحتلال له، هرع العواودة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، عله يسمع خبر نجاة زوجته وبناته وشقيقته.. لكن الرجاء تلاشى واستقر الأسى حيث أخبره الأطباء باستشهادهن جميعاً.
ويسرد العواودة لمراسل سانا تفاصيل المجزرة التي ارتكبها الاحتلال قائلاً: خرجوا من منزلنا الكائن شرق مخيم البريج بعد أن انهالت الصواريخ والقذائف على كل مكان وزقاق في المخيم، وتفرقنا على أمل النجاة من جحيم صواريخ العدو وقذائفه.. توجهت زوجتي وشقيقتي وعائلتي إلى منزل أحد أصدقائنا في مدينة دير البلح، معتقدين أنه آمن من القصف.. لكن الاحتلال لم يترك شبراً آمناً في غزة.. صواريخه وقنابله تنهال على الأطفال والنساء دون توقف وفي كل مكان.
العواودة أوضح أنه شيع جثامين زوجته وبناته وشقيقته بصمت، فلا أحد يستطيع التحرك، وكل ما يتحرك هو هدف معرض لقصف الاحتلال، مضيفاً: لم أعلم أن اللقاء قبل يومين مع زوجتي وبناتي وشقيقتي هو الأخير.. ما زلت في حالة ذهول مما حدث.. أطفال ونساء يقتلون في غزة دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً.