نصان عن الجرح السوري

     

    بقلم الدكتور إسماعيل مكارم

                 1

    مثلما تعطي دالية ٌ قُطوفها

    مثلما يزورنا الدفْءُ بعدَ فصل الشتاءْ

    مثلما تعطي داليَة ٌ قطوفها في أواخر صَيفْ

    مثلما يطلع الفجرُ بعد ليلٍ طويلْ

    كما ترضِعُ الأمّ طفلها بعطفٍ وحنانْ

    كما يحنو الحَمامُ الزاجلُ على صِغار فراخه ْ

    كما يخافُ الفلاحُ على أرضِهِ وغِراسِهْ

    مثلما تنظرُ الأمّ الى الأفقِ البعيد

    راجية ًعودة ابنها المُسافرْ

    مثلما يهتم كاتبٌ بالعباراتِ والأفكارْ

    مثلما يحققُ جنودُنا انتِصاراً، ثمّ انتصاراً، ثمّ انتصارْ…

    انتظِرُ عودة َ السّلامْ…الى دِياركِ  يا سوريّه…!

    *******

                2

        مهما طالَ المُحال

    مهما طالَ المُحالْ

    لن تبقى العصافيرُ بلا أعشاشْ

    لن يدومَ الظلامْ

    مهما كبُرتْ مِساحة ُ العتمه ْ

    فبعدَ ليلٍ دامسٍ

    ينبلجُ الصّباحْ 

    أو تعانق ُ أختها نجمه ْ

    مهما طالَ المُحالْ

    ستبقى القضيه ْ

    سيكبرُ الأطفالْ

    ليُزيّنوا ساحاتِكِ يا دمشقُ

    فألوانُ بيرَقِنا جميلة ٌ :

    الأحمَرُ، والأبيَضُ ، والأسودْ

    بعينينِ سُندُسِيّتينْ 

    الأمهاتُ في سورية َ ولاداتُ رجالْ (*)

    مهما طلَ المُحالْ

    مهما طالَ المُحالْ

    سيبقى سيفكِ  يا دمشقُ. 

             *******         

:                ملاحظات حول ما يجري في وطننا – سورية

     يعرف  أهلنا سكان المناطق الجنوبية في وطننا الغالي سورية، يعرفون حكاية حصيرم مع قومه ، التي تعرف (بمشورة حصيرم لقومه)، إذ أعجبَ حصيرم ، أعجبَ بالجحش الصغير وكيف يعدو مسرعا  ، عندما عاد إلى القبيلة قام ودعا رجال قومه  إلى بيته، وطلب من زلم القبيلة أن يبيعوا الخيل، ويشتروا بدلا منها الجحاش. فما كان من زلم القبيلة إلا السمع والطاعة، إذ باعوا خيولهم الأصيلة وأشتروا بدلا منها الجحاش.

غير أن ندمهم كان عظيما في أول غزو جاءهم ، إذ هربت جحاشهم أمام قوة وعظمة خيول الأعداء. في الحكاية أيها السادة تلميح وبيان واضحان إلى ما يحدث اليوم في السويداء، عندما ينبري مشايخ  لقضايا أكبر منهم ، وأطول من قاماتهم، ونراهم كيف يسلكون طريق حصيرم الذي قام بتبديل ما هو أصيل ومعروف بما هو مبتذل وتعيس.  فهمت من الأخبار أن سبب نزولهم إلى الشارع كانت كما قالوا أمور معيشية ومطلبية، ولكن في اليوم الثاني رأينا علم الإنتداب يرتفع وأعلام لاعلاقة لها بالحياة السياسية،  بل هي رمز ديني، ومتى كان الموحدون يناقشون أمور العقيدة في الشارع. أريد الإشارة إلى أن ما يجهز لأهل السويداء من الأمريكان هو أمر خطير ومخيف، إذ أن الغرض من كل هذه الفوضى هو ربط جنوب سورية بمنطقة التنف كما يراد ربط شمال سورية وشرقها بالمناطق التي تقع تحت سيطرة أمريكا وزلمها.

إذا كانت كل المحافظات السورية تعاني من الضائقة الإقتصادية، وإذا كانت أمريكا وزلم أمريكا الذين سيطروا على مواقع الغاز والنفط وأراضي القمح، إذا كان الساسة في أمريكا يعلنون على الملأ عن الخطة ب بغرض تجويع الشعب السوري، وموت نصف الشعب السوري ، إذا كان القاصي والداني يعرف عقوبات أمريكا والغرب ضد سورية، لماذا إذن تصدرعن حكمة الهجري الشعارات المعادية للدولة الوطنية  في دمشق، ولحلفاء الدولة الوطنية ؟؟؟؟؟؟

أقول لهؤلاء ،الذين يدعون أنهم يقومون بكل ذلك حفاظا على كرامة أهل السويداء! أقول لهم كرامة أهل السويداء  يا سادة لا تأتي بخدمة أمريكا والغرب وإسرائيل .. لا أبدا.  بل إن  كرامة أهل السويداء هي  بالتضامن والتكاتف مع الجيش العربي السوري، ورفض الخضوع لمشاريع أمريكا والغرب. إن أفعال البعض ممن تمولهم قطر وغيرها من الجهات الغريبة سوف تجلب الشر والعار لأهل السويداء. نحن اليوم أمام إنعزاليين جدد رأينا أمثالهم في لبنان وغيره من الدول العربية. أدعو كل الوطنيين والشرفاء وأصحاب الكرامة والنخوة العربية الوقوف في وجه مشروع أمريكا وإسرائيل في تمزيق وطننا السوري إلى دويلات وإمارات تتقاتل فيما بينها.  

إسماعيل مكارم – أكاديمي سوري. 

30 أيلول 2023

                       

بارك الله بك دكتور اسماعيل، بالرغم من غربتك وطنيتك بدمك

فخري هاشم السيد رجب، صاحب الموقع