ما وراء الغياب… دراسة في شعر توفيق أحمد للباحث محمد شريف سلمون

دراسة انطباعية بعنوان “ما وراء الغياب” للباحث محمد شريف سلمون تناول فيها ظاهرة الغياب وتجليات تلك الظاهرة في المنجز الأدبي السوري، وتحديداً بغياب الفواعل الشعرية في مجموعة “أكسر الوقت وأمشي” للشاعر توفيق أحمد، وذلك عبر قراءة انطباعية عبر فيها سلمون عما يراه في المجموعة وفق ما يرمي إليه.

وقبل أن يتناول ما يرمي إليه في شعر توفيق أحمد رجع سلمون في بحثه إلى عدد من النقاد وأصحاب المصطلحات، فكتب عن الفواعل السردية وفق ما تناوله الدكتور يادكار الشرزوري في شعر محمود درويش وغيره من باحثين نقاد وصولاً إلى ما رمى إليه في دراسته عن الشاعر أحمد.

وفي قراءة ظاهرة غياب الفاعل الشعري عند الشاعر توفيق أحمد محاولة للخروج من ظاهرة التقليد بحسب سلمون الذي سلط الضوء على دراسة هذه الظاهرة عند غيره، ولا سيما في شعر محمود درويش، مبيناً أن عند الشاعر أحمد ظواهر فكرية ومعرفية وثقافية مختلفة ومميزة.

ورأى سلمون أنه في دراسة “أكسر الوقت وأمشي” للشاعر أحمد لم يتكئ على منهج من المناهج النقدية السائدة، معتمداً التفكيك وأهميته وارتباطه بوعي المجتمع والفرد وتوضيحه كثيراً من الدراسات التي جاءت دراسته على طريقها.

وأشار الباحث سلمون إلى أن هذه الدراسات المتكررة تدور في فلك واحد وتعتمد من سبقها من دون تجديد، فهي تكرس القديم فظاهرة الحضور والغياب باتت من المستسهل في التناول في النقد الأدبي، مبيناً ما ورد عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين وغيره.

وقرأ سلمون في السياق عينه عدداً من نصوص “أكسر الوقت وأمشي: نظراً لوجود الصياغة الحقيقية والصورة الفنية، وامتلك ناصية الشعر ووقف عند أهم الفواعل الشعرية التي تضمنتها تلك النصوص حضوراً وغياباً وتأثيرات ما جاءت به هاتان الظاهرتان، مبيناً أن الشاعر اختار عنوان “أكسر الوقت وأمشي” لما يحمل معناه من معنى للقصائد.

واستعرض سلمون مؤثرات القرية والمدينة والمرأة والطبيعة في مكونات الشعر عند توفيق أحمد مستشهداً بالمفردات والدلالات الإيجابية والسلبية وما توصل إليه من انطباع وقناعات غالباً ما قدم خلالها اجتهاده وقناعاته الخاصة.

ولفت سلمون في ختام دراسته إلى أن محاولة القراءة والتأويل للنص الأدبي الإبداعي – الشعري – أمر يتطلب المجازفة، فقد لا يكون ما تناوله وقام بتأويله محط قبول، وقد يلاقي ما سيلاقيه من الرفض، وما رآه في نصوص أحمد قد يترتب عليه احتمالية الإصابة في مكان أو الخطأ في أماكن أخرى.

يذكر أن الشاعر توفيق أحمد كتب الشعر بأشكاله، الشطرين والتفعيلة والنثر استجابةً لانفعاله الوجداني الذي يعتبر من أهم المقومات المكونة للموهبة الشعرية دون أن يخرج من حالة الوطن والمجتمع العربي الأصيل والإنسان ودون مساومة أو تفاوض مع مغتصب أو محتل، خلافاً لبعض أسماء الواردين في المجموعة الذين اعتمدوا الجانب السياسي والتطبيع، كما ورد في كتاب رموز تحت الرحى الصادر عن اتحاد الكتاب العرب.

وتوفيق أحمد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية ورئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي، وشغل العديد من المناصب الثقافية منها المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب، ومدير الإذاعات السورية ومدير التلفزيون السوري وغيرها، وله العديد من المؤلفات الشعرية، منها نشيد لم يكتمل وحرير للفضاء العاري وغيرهما.