تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل في السمع والنطق لدى الأطفال وعدم تجاوبهم مع محيطهم كما يجب، ولكن مشكلة نقص السمع يمكن التعرف عليها خلال الشهر الأول من عمر الطفل عبر إجراء المسح السمعي كي لا يصل الطفل إلى مرحلة يصعب معها اكتشاف المرض وعدم القدرة على المعالجة مع بلوغ مراحل عمرية متقدمة، وفق رئيسة مركز رعاية الوليد في طرطوس الدكتورة ردينة حسن.
وفي تصريح لمراسلة سانا أوضحت الدكتورة حسن أن مركز رعاية الوليد في مستوصف حي الرمل الصحي في طرطوس أحد المراكز الثلاثة المشاركة المخصصة لتنفيذ البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، حيث يطبق البرنامج أيضاً في كل من مشفى الأطفال ومشفى الشهيد محمود شحادة خليل (العسكري).
ووفق الدكتورة حسن يستقبل المركز جميع الأطفال حديثي الولادة من عمر يوم وحتى عمر الشهر لإجراء مسح السمع عبر جهاز البث الصوتي الأذني لهم، موضحة أنه منذ أطلق البرنامج حتى الآن أجرى المركز المسح السمعي لأكثر من 125 طفلاً وطفلة، وتمت إحالة طفل واحد منهم إلى مركز الاستقصاء بالمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) في اللاذقية لاستكمال إجراءات التقصي عبر تخطيط جذع الدماغ لتحديد آلية العلاج المناسب والمعينات السمعية اللازمة من سماعات أو زراعة حلزون.
وأوضحت الدكتورة حسن أن التدخل المبكر للكشف عن نقص السمع يسهم في أن يتلقى الطفل المريض مهارات تعلم اللغة والنطق والكلام للتفاعل السليم مع محيطه، داعية الأهالي للالتزام بإجراء هذا الفحص لحديثي الولادة الذي يقدم مجاناً وبإجراءات بسيطة.
واعتبرت الدكتورة حسن أن توثيق كل حالات نقص السمع لدى الأطفال من مختلف المحافظات ضمن قاعدة بيانات إلكترونية خاصة خطوة لتحديد عدد الحالات ومتابعة الأطفال الذين يحتاجون لاستقصاءات أخرى بشكل دقيق أو إعادة إجراء المسح في حال الحاجة، مشيرة إلى أنه يتم تدوين حالة كل طفل ضمن بطاقة اللقاح الخاصة به.
وخلال إجراء المسح السمعي لأحد حديثي الولادة شرحت الممرضة ختام عيسى مراحل إجراء المسح عبر جهاز البث الصوتي الأذني الذي يجرى لكل أذن، وتظهر على شاشة الجهاز إشارات معينة تعطي نتيجة الفحص، وفي حال تبين وجود مشكلة يعاد الفحص بعد نحو شهر، وإن كانت لا تزال المشكلة قائمة يتم إرسال الطفل إلى مركز الاستقصاء في منظمة (آمال)، مؤكدة أن المسح هو اختبار آمن وبسيط.
وحول خدمة المسح السمعي، بينت سارة خليفة والدة الطفل ياسر رمضان ذي الثمانية أيام أنها حريصة على متابعة الحالة الصحية لأطفالها منذ الولادة وخلال أخذ طفلها اللقاح قدم له ضمن المركز أيضا خدمة المسح السمعي، مشيرة إلى أنها في البداية كانت خائفة، لكنها بعد إجراء المسح اطمأنت على طفلها، وهو اجراء لم يزعج الطفل واستغرق بعض الدقائق.
ورأت والدة الطفلة مريم ذات الشهر من العمر أن أي إجراء طبي للكشف المبكر عن أي مرض يجب أن يكون للأهل دور بالالتزام به لضمان حالة صحية جيدة ونمو عقلي وجسدي سليم لأطفالهم عبر الاستفادة من الخدمات الصحية.
وأطلق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في الـ 12 من آب الماضي برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، وهو ينفذ من قبل وزارات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والدفاع والداخلية والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.