بَكيْتكَ

        د اسماعيل مكارم

    نص عن الجرح السوري

           

   بكيْتكَ يا وطني

      بَكيتُ أجراسَ المحبّةِ فيكَ ،

      مَآذناً  تعانقُ السّماءْ.

      بَكيتُ ليسَ ضعفاً

       ولا مَذلة  ولا حُباً بالبكاءْ.

   بَكيْتكَ يا وطني

       بَكيتُ المَحبة َ

       بَكيتُ الصّباحَ

       بَكيتُ المَساءْ ،

       طفولة ً فقِدَت ْ ، غرسَة َزيتونٍ ،  بركة َماءْ.

       بَكيتُ…دَعوت ُ…أعدتُ الدُعاءْ.

   بَكيْتكَ يا وطني

        يا عُشّ الحَمائمِ

        أيقونة َ عابدٍ

         قد كسَرَتها

        أيادي الفندالْ ( * )

        جُنودُ الدولارْ

        قطعانُ الغرَباءْ.

       **

   بَكيْتكَ يا وطني

       بَكيتُ ترانيمَ شاعِر،

        َصرخة َ ثكلى ،

       شلالَ رَجاءْ.

     **

   بَكيْتكَ يا وطني

         بَكيتُ الصّدقَ فيكَ

         فنجانَ القهوةِ

         حَباتِ الهال ِ

         مَعشرَ الأوفياءْ.

    **

   بَكيْتكَ يا وطني

         ناديتُ الأشرافَ

         من بَنيكَ

         خاطبتهُم… قبّلتُ جباههم…كرّرتُ النداءْ.

   بَكيْتكَ يا وطني

         َصباحَ كلّ يومٍ…..وفي ليالي الشتاءْ.

       ************

        شتاء 2014

1) الفندال: قبائل متوحشة  سكنت شمال أوروبا، كانت تهاجم قرى الفيكينغ العامرة وتقتل وتنهب وتحرق كل شيء حَضاري عامِر.

——————-

 ملاحظة حول الأحداث في الوطن – سورية.

عرف التاريخ أزمات إقتصادية سببها الحروب. الكل يذكرسنوات الحرب العالمية الأولى. في ذلك الزمن كانت سورية ولبنان لا تزالان تحت الحكم العثماني، حينها قامت السلطات التركية بالاستيلاء على الحبوب والمحاصيل في بلاد الشام ، وخاصة في لبنان وسورية، وقامت بشحنها إلى تركيا، وساهم الألمان بشراء القمح بأسعار عالية.. وبالخلاصة حصلت بالبلاد مجاعة شديدة ، وبالخصوص لدى سكان المدن. لقد انفقد الرغيف من السوق. فكرت الوجوه الخيرة بإيجاد مخرج من تلك الأزمة. يشهد التاريخ للبطريرك غريغوريوس حداد شهادة بيضاء جميلة، هذا الرجل، الذي لم يقف تجاه المأساة صامتا ، ولم يقم فقط باطعام رعايا البطريركية  لديه، لا ، بل أمر برهن عقارات، وبيع أراضي الوقف التابعة للبطريركية، وأمر ببيع المجوهرات من فضة وذهب، واستخدم العائد لشراء القمح يهدف إنقاذ الأرواح من الموت، وجاءت إلى دمشق  وفود الجياع من بيروت ومن المدن الأخرى في البلاد مسلمون ومسيحيون.

لقد أطلقوا على البطريرك حداد لقب أبو الفقراء ، ومطعم الجياع. هكذا تورد الإبل.. كما رأينا يا سادة لم يذهب البطريرك حداد إلى الدعوة إلى المظاهرات، ورفع الشعارات ، التي لا تحل المشكلة ولا تطعم الناس. وهذا دليل الاخلاص تجاه البشر، الذين كان واحدا منهم: مسيحيين كانوا أو مسلمين. وكما يقال في المثل الشعبي (عمل الغانمي لا يحتاج إلى مشورة).أما الذين ذهبوا إلى رفع الشعارات ، والسير في المظاهرات في أيامنا هذه فأهدافهم ليس إطعام الناس!!!!