قلق أميركي في العلن ونفاق في الخفاء

. يونس خلف

واشنطن تشعر بالقلق و تدعو للتهدئة و إنهاء الاقتتال  في شرق سوريا بين (قسد) التي تدعمها، ومقاتلين تابعين للعشائر العربية في المنطقة وفي بيان السفارة الأمريكية  كالعادة شعور  بالقلق العميق عندما تتضرر مصالحها فقط ولذلك تدعو  الأطراف إلى وقف التصعيد . مثل هذا البيان لا قيمة له لأن أميركا هي أميركا لن تتغير وهي الآن تراقب وتشارك في الخفاء لكن جاهزة للتضحية بأي طرف من أدواتها عندما تنتهي صلاحيته لتوفير البديل عنه فورا . ولذلك نذهب إلى كلام آخر هو الأهم لأنه يتعلق بالتقاط اللحظة التاريخية واستثمارها على أكمل وجه وهو كلام كما يقال عليه علامات . لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير والتذكير لمن لا يفكر من إدارة الحرب على سورية  وفي المقدمة  الإدارة الأميركية  إن القبائل والعشائر العربية كان شعارها منذ البداية ” إنتماء قبائل الجزيرة وعشائرها الى سورية قوة لمواجهة الاعداء ومخططاتهم وأيضا الشعار الكبير (الإنتماء الوطني من القبيلة الى الدولة ). والقبائل تدرك إن  مفهوم الانتماء والتطور التاريخي للانتماء الى القبيلة بوصفه كياناً اجتماعياً وللوطن بوصفه كياناً سياسياً وأليات توظيف الانتماء القبلي لصالح الانتماء الوطني والتركيز على دور القبيلة في مواجهة الأزمة المفتعلة في سورية. ولطالما تم التأكيد إن  القبائل والعشائر جزء أصيل من الشعب السوري والانتماء للوطن فوق كل الولاءات  والقبائل  تدرك  ان من بين اهداف المؤامرة على الوطن إحداث الفتنة و التناحر بين مكوناته ويتمثل الرد عليها بالتمسك بالوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي وترسيخ الانتماء للوطن والدفاع عن وحدة أرضه ِ وشعبه ِ ،  وليس هناك اي مكان للمشاريع الانفصالية والانعزالية وتحت اي عنوان المس بقوة الدولة وسيادتها على جغرافيتها الوطنية الواحدة . اليوم تأتي الفرصة لتعزيز الموقف الموحد والواضح  لجميع القبائل والمكونات لتعزيز دور  القبائل والعشائر في رفض اي مشروع انفصالي يهدف إلى تقسيم المنطقة وفي نفس الوقت دعم وتعزيز وتوسيع ثقافة المقاومة ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل والاساليب إلى أن يرحل المحتل من أرض الوطن. علينا ألا ننسى لحظة واحدة إن هذا الحلف الامريكي الغربي هو الذي مارس الجرائم بحق وطننا وشعبنا وهو الذي دعم الإرهاب بالمال والسلاح وبالامبراطوريات الإعلامية المعادية وهو الذي نهب ثرواتنا النفطية والزراعية ومواردنا الوطنية . ولا ننسى أيضا أن التاريخ الذي سجل بكل فخر واعتزاز دفاع أجدادنا ومواجهتهم للاحتلالين العثماني والفرنسي وتمسكهم بجذورهم الوطنية وإصراراهم في الدفاع عنها ، أيضا يسجل التاريخ الخزي والعار لمن يرتهن لقوى الاحتلال ويتنفس الهواء،من خارج الجسد الوطني . وإذا كان الاحتلال بلا ذاكرة ولا يقرأ التاريخ ولا يريد ان يعرف فإن انتماء أبناء الجزيرة السورية كان على الدوام إلى الدولة وسيبقى كذلك . وكما قارع أجدادنا المحتل وطردوه سيكون هذا مصير من احتل أرضنا وسرق ثرواتنا . والدافع هو الأرض والعرض والسيادة والانتماء الوطني الذي لا يقبل القسمة على كل الإنتماءات الضيقة .