هل يفكر العرب .. وهل يتأملون .؟

يونس خلف

لم يعد خافيا على أحد  أن الإدارة الأميركية التي  فشلت في تحقيق أهدافها الاستعمارية عبر كل أشكال الحروب وممارسة الضغط الاقتصادي والابتزاز العسكري والنفاق السياسي  تذهب اليوم إلى  خلط الأوراق في أماكن متعددة  دفعة واحدة عبر مغامرات عسكرية مجهولة النتائج والتداعيات وهذا يؤكد المؤكد من جديد لجهة السلوك الأميركي والسياسة الأميركية المجنونة .لا فائدة من توصيف هذه السياسة وتذكير بعضنا باهدافها لمن يدرك ويفكر بصورة جدية وموضوعية خطورة الموقف الأمريكي والغربي في المنطقة وإلى أين سيقود المنطقة . من يقرا التاريخ ويتأمل اليوم القرارات الأمريكية المتعلقة بما حدث لسورية مرورا بالبرنامج النووي الإيراني  يدرك سياسة أمريكا تجاه القضايا العربية  لكن نقطة الضعف أن هذا التصور مغيباً عند البعض الذين تعودوا على استجداء واشنطن لدعم مشاريعهم الفاشلة في دولهم كما أن بعض العرب يتجاهلون  مخططات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة بالتعاون مع الكيان الصهيوني  في رؤية شرق أوسط جديد ينسجم مع التطلعات والأهداف الاستعمارية الصهيونية .فهل ثمة من يفكر ويتامل من العرب .؟   هل هناك من يتأمل كيف كانت  الحرب على سورية  لأنها رفضت الخنوع والخضوع والتبعية لهذا العدو الأمريكي، ووقفت في وجه حليفه الصهيوني رافضة الصلح معه وداعمة لكل حركات المقاومة.هل هناك من يفكر ويتأمل كيف قام هذا العدو الأمريكي وحلفاءه  بغزو ليبيا بحجة امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل وللسلاح الكيماوي الذي لم يثبت امتلاكها له، وكان الهدف الحقيقي هو تقسيمها وتفتيتها من أجل الاستيلاء على خيراتها  في باطن الأرض .هل هناك من يفكر ويتأمل كيف كانت أميركا  تدعم الجماعات الإرهابية في تونس ومصر واليمن وما زالت تدعمهم لتلحقهم بمخطط التقسيم والتفتيت الذي رسمته للمنطقة عبر مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد.هل يحتاج الأمر أن نذهب بعيدا لنتذكر غزو العراق تحت نفس المزاعم الواهية وهى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وللسلاح الكيماوي .يبدو أن العرب بحاجة إلى كثير من التفكير والتأمل .