شابة سورية اتخذت من المناظرة ومهاراتها أسلوب حياة

تقدم كريستينا السمور ذات الـ 17 عاماً أفكارها وجملها الجدلية في المناظرات المدرسية بجرأة في الطرح والكلام، وبفكر شبابي سوري طامح بأن يمتلك فن الحوار والإقناع ومواهب المناظرات.

تميزت كريستينا في نهائيات المواجهات البلاغية بالتصفيات النهائية للبطولة الوطنية للمناظرات المدرسية التي أقامتها إدارة الأولمبياد العلمي في هيئة التميز والإبداع عام 2022 والتي تضمنت 38 مباراة تدور حول 17 جملة جدلية ضمن 4 مراحل، قدم خلالها 96 شاباً وشابة على منبر الكلام حوارات بناءة وحضارية.

يتوافق اهتمام كريستينا بالمناظرات مع اتجاه عالمي يدعم هذا النوع من الحوار البناء، حيث أصبح امتلاك فن الحوار والإقناع ومواهب المناظرات اليوم من الوسائل التي يستطيع بها الطالب السوري تقديم نفسه للعالم على أسس معرفية، مطوعاً جسده ولغته للإقناع بأفكاره والارتقاء بمجتمعه.

تحدت كريستينا كل الظروف وحملت قضايا مجتمعها، وخاصة ما يعنى بقضايا الأطفال والتعليم، حيث أكدت لمراسلة سانا أن المناظرة أصبحت بالنسبة لها أسلوب حياة، جاعلة الحوار سبيلاً للتواصل والتقارب، مؤمنة بفكرها ورأيها الشخصي التي أوضحت أنها تطوعه في تقديم الأفكار لجمل جدلية ولقضايا تراها مهمة في المجتمع.

وعملت كريستينا على استثمار فوائد المناظرة من خلال تعزيز الثقة بالنفس، وتقدير الذات واكتساب علوم ومعارف ومهارات جديدة، وتنمية القدرة على بناء الأفكار وتنظيمها، وتطوير القدرة على التفكير النقدي ومهارات التحليل العلمي، وتدوين الملاحظات التي تطور قدرة الشخص في عرض الحجج والبراهين وكيفية استخدامها بشكل جيد، إضافة إلى تطوير مهارة الخطابة، التي تنمي روح العمل الجماعي حسب وصفها.

ولفتت كريستينا إلى أنها لقيت الكثير من التشجيع من قبل عائلتها التي وفرت لها الجو المناسب لامتلاك أدوات المناظرة والبحث، موضحة أن عائلتها تمنحها منذ طفولتها مساحتها الخاصة للتعبير عن رأيها ومناقشته مع الآخرين، وهذا ما سهل عليها الكثير من الخطوات لتصبح مناظرة سورية شابة.

وبينت أنها تطمح إلى حمل قضايا مجتمعها والدفاع عنها ونقل فكر الشباب السوري وصورته الحضارية إلى كل العالم من خلال فن الحوار الراقي لترك أثر ينعكس إيجاباً على الآخرين.

والمناظرة في قاموس اللغة العربية هي حوار وجدال علمي يقوم أطرافه بالتحاور حول قضية فيها إشكالية معينة، على أن يكون الطرفان أو أكثر على معرفة بالقضية المطروحة للمناظرة، حيث يقوم كل طرف بمحاولة إثبات صحة رأيه والدفاع عنه باستخدام الحجج والبراهين العلمية، كما يحاول إقناع الجماهير برأيه وحججه، وذلك من أجل الفوز في المناظرة.

وتدار المناظرة ضمن قواعد وضوابط وشروط معينة تختلف حسب المكان المستضيف للمناظرة وحسب نوع القضية المطروحة.