مشروع وتد.. تمكين الأفراد المتضررين من الزلزال وتحفيزهم على إطلاق مشروعات منتجة

استفاد نحو 80 شخصاً في مدينتي اللاذقية وجبلة من مشروع “وتد” الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية-اللاذقية  بالشراكة مع مركز “إس إي تي” وأكاديمية إيكارد للتعليم المهني في اللاذقية ومعهد الفجر المهني بجبلة بهدف تمكين الأفراد المتضررين من الزلزال ومساعدتهم على تأسيس مشروعات منتجة لإعالة أسرهم وتلبية متطلبات الحياة المعيشية.

45 فرداً التحقوا بأكاديمية (إيكارد) للعلوم المهنية في اللاذقية وانخرطوا في دورات عملية منها الحلاقة والخياطة والمحاسبة وصيانة الموبايلات، وبعد إتمام النصف الأول من التدريب شارك المتدربون في حلاقة شعر متضررين من مختلف الفئات العمرية في ثلاثة مراكز إيواء قبل العيد وبعده، إضافة لنشاطات مسلية للأطفال فيما انضم 35 شخصاً إلى الدورات المهنية بمدينة جبلة.

وأوضح رئيس مجلس الإدارة المحلي للغرفة الفتية الدولية-اللاذقية لعام 2023، جونيور مخول أنه بعد زلزال شهر شباط الماضي تم إطلاق حملة (وَتَن)، وتضمنت مشروعاً فرعياً يحمل اسم (وتد) يندرج ضمن قطاع المجتمع ويهدف إلى تحفيز الأيدي العاملة من متضرري الزلزال في اللاذقية وجبلة وإيجاد حلول مستدامة لدعمهم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في تأمين حياة كريمة وصحية للأفراد، حيث شكّل نقلة نوعية من الفعاليات الخيرية والإنسانية إلى عمل أكثر استدامة وفائدة للمتضررين والمجتمع.

وأضاف: إن المشروع الذي يحمل شعار “لأن الأفراد نواة المجتمع وتحفيزهم تمكين له” يتواءم مع الاستجابة الفورية للكوارث لناحية تقديم الدعم المادي للمتضررين ومنحهم فرصة التعليم المهني واكتساب خبرات تفيدهم في الدخول إلى سوق العمل، ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع، ويستعيدوا أشغالهم وأعمالهم التي خسروها، أو مساعدتهم في تأسيس أعمال جديدة.

بدورها أوضحت ربى ميهوب، نائب رئيس مجلس الإدارة المحلي لغرفة اللاذقية، أن المتدربين سيحصلون على شهادات مهنية مصدقة من الجهات الرسمية في المؤتمر الختامي بعد نجاحهم في الامتحان الختامي، إلى جانب منح الحاصلين على المراتب الأولى منهم معدات كاملة تساعدهم على افتتاح مشاريعهم الخاصة، كما سيتم تكليف متدربي مهنة الخياطة بخياطة ملابس (بلوز) للمتضررين في مراكز الإيواء.

وأضافت: “لم نكتفِ بذلك فقط، بل ركزنا في مشروع (وتد) على الجانب الدراسي، من خلال مساعدة طلاب شهادة الثانوية العامة وطلاب الجامعة، ودعم مشاريع تخرج وتسجيل دورات بمعهد (اس اي تي)، حيث ساعد بتسجيل دورات للصيادلة والأطباء وطلاب التحضيرية، إضافة إلى دورات بالإنجليزية والألمانية”.

يمامة أحمد، مديرة المشروع الذي انطلق مطلع نيسان الماضي عبّرت عن سعادتها وفخرها بالنجاح الذي حققه المشروع والوصول إلى عدد كبير من المستفيدين حيث تم التوسع بالفئة المستهدفة ليشمل بعض الحالات الصعبة التي تخطت ضرر الزلزال، وكذلك دعم اليد العاملة للمكفوفين ضمن اللاذقية أيضاً، وسيبدأ التنفيذ قريباً إضافة إلى الحالات التي احتاجت دعماً دراسياً.

وأشارت أحمد إلى الفائدة التي عاد بها المشروع على أعضاء الغرفة لناحية منحهم الخبرة في القدرة على التعامل مع أفراد المجتمع وتجاوز الضغوطات وصقل مهارات التواصل الفعّال مع المتضررين من مختلف الفئات؛ شباب ونساء وأطفال وكبار سن ومرضى من خلال زيارة مراكز الإيواء وتحفيز الجانب الإبداعي لابتكار حلول مستدامة تسهم في تنمية المجتمع.

بدورها، بيّنت مديرة مركز “إس إي تي” أميرة الأحمد أن المشاركة في مشروع “وتد” تعكس التزامنا بالمسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتقنا تجاه الشباب وتمكين شريحة كبيرة من الشباب والخريجين بعدة مجالات تدريبية من لغات ومهارات حاسوب وعلوم تجارية وتدريب طبي وهندسي وتأهيلهم وتزويدهم بالخبرات اللازمة للدخول في سوق العمل والاضطلاع بدور فاعل في المرحلة القادمة لإعادة إعمار بلدهم.

وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية (آي سي)، وتضم حالياً 9 غرف محلية هي دمشق وحلب وحمص والسويداء واللاذقية وطرطوس والوادي وبانياس وأوغاريت.

وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية عام 2008 وتضم نحو 200 عضو، وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاقات العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي.