منحت سورية الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها من المدنيين في شمال غرب سورية وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل معها ولمدة ستة أشهر بدءا ًمن الـ 13 من تموز الجاري.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: “انطلاقاً من حرص سورية على تعزيز الاستقرار والارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي للسوريين كافة ومواصلة الجهود التي تبذلها لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في جميع المناطق السورية، وفي ضوء تعنت بعض الدول في مجلس الأمن وإمعانها في رفض إدخال أي تحسينات جدية على مشروع القرار الخاص بتمديد مفاعيل قرار مجلس الأمن 2672 الذي تقدم به حاملاً القلم الإنساني في مجلس الأمن وعرقلتها لاعتماد مشروع القرار الروسي وبالتالي انتهاء مفاعيل ذلك القرار فقد اتخذت الحكومة السورية قراراً سيادياً بمنح منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها من المدنيين في شمال غرب سورية وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة السورية لمدة ستة أشهر اعتباراً من تاريخ /13/7/2023”.
وشدد صباغ على ضرورة عدم تواصل الأمم المتحدة وممثليها وطواقمها مع التنظيمات والمجموعات الإرهابية والهياكل الإدارية غير الشرعية المرتبطة بها في شمال غرب سورية بما فيها ما تسمى “الحكومة المؤقتة” أو “حكومة الإنقاذ” مجدداً مطالبة سورية بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري بالإشراف على تسهيل وتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية.
وأشار صباغ إلى أن سورية ستواصل العمل مع الأمم المتحدة والشركاء في العمل الإنساني والتنموي بما يسهم في دعم جهود الدولة ومؤسساتها في المجالين الإغاثي والتنموي وتحقيق التعافي المبكر وإعادة تأهيل وإعمار البنى التحتية والمرافق المدنية المتضررة وفي مقدمتها المنازل والمدارس والمراكز الصحية والطرق ومحطات الطاقة ونزع الألغام، مؤكداً في هذا السياق ضرورة ألا تتدخل العقوبات أحادية الجانب في عمليات الإغاثة الإنسانية التي يستفيد منها السوريون أو الحصول على الخدمات الأساسية.
وأعرب صباغ عن تطلع سورية لوفاء المانحين الدوليين بالتزاماتهم وتوفير التمويل المطلوب لأنشطة الأمم المتحدة وبرامجها بما يتيح تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن خطة الاستجابة الإنسانية والإطار الاستراتيجي للتعاون بين سورية والأمم المتحدة وتنشيط عجلة الاقتصاد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ودعم العودة الكريمة والطوعية للمهجرين إلى وطنهم.
بدوره رحب نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي بقرار سورية السماح للأمم المتحدة باستخدام معبر باب الهوى مؤكداً أنه خطوة جديرة بالثناء.
وقال بوليانسكي في حسابه على موقع تويتر “يجب أن نكون جميعًا ممتنين للحكومة السورية بعد أن سمحت باستخدام معبر باب الهوى الحدودي لإدخال المساعدات إلى إدلب لمدة ستة أشهر، هذه خطوة جديرة بالثناء بعد فشل حاملي الأقلام الذين لم يتمكنوا من إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وأضاف بوليانسكي “ليست هناك حاجة لأي قرارات من مجلس الأمن الآن، فهناك ثلاثة معابر حدودية إلى إدلب مصرح للأمم المتحدة باستخدامها بموجب قرارات سيادية لسورية، وكل محاولة لطرح مسودة أخرى للتصويت في مجلس الأمن لن تشكل سوى ألعاب سياسية، وهذا يعني أن الآلية العابرة للحدود التي انتهكت سيادة ووحدة أراضي سورية ماتت رسمياً”.
واستخدمت روسيا يوم الثلاثاء الماضي حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي ينتهك سيادة سورية بحجة إيصال المساعدات عبر الحدود بينما عرقل الغرب اعتماد مشروع قرار روسي يمثل محاولة صادقة لتمكين المجلس من الاضطلاع بمسؤولياته للارتقاء بالوضع الإنساني في سورية بشكل حقيقي وفعال.
وكانت سورية مددت في الـ 13 من أيار الماضي الإذن الذي منحته للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة باستخدام معبري باب السلامة والراعي الحدوديين لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في 13 آب 2023، وذلك انطلاقاً من حرصها على تعزيز الاستقرار وتحسين الوضع المعيشي والإنساني لجميع السوريين، وضمن جهودها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.