تكريم الكاتبة الروائية بوران عربش في كنيسة سيدة السلام بحمص القديمة

ترجمت الكاتبة الروائية الشابة بوران عربش شغفها الأدبي باللغة العربية إلى كتابة الرواية، واستطاعت أن تسحر القارئ بأسلوبها الشيّق في رصد الأحداث الجارية وتوثيقها السردي، مستخدمةً خيالها الخصب والتعابير اللفظية الواضحة والملائمة، ما جعلها تحتل مكانةً مرموقةً في عالم الأدب السوري.

واتجهت عربش بدايةً إلى كتابة بعض الخواطر الأدبية، ونشرها في الصحف المحلية، لتتجه بعد ذلك إلى كتابة روايتين صدرتا عن وزارة الثقافة عبر الهيئة العامة للكتاب، الأولى “شهيق زفير” عام 2019، وثّقت عبرها الأحداث المؤلمة التي مرت بها حمص خلال الحرب الإرهابية، في حين اتجهت روايتها الثانية “زحمة حب” نحو البعد الأخلاقي والآثار السلبية التي طالت المنظومة الأخلاقية والأسرية، وفازت بجائزة الأديب “حنا مينه” للرواية عام 2020.

وخلال حفل تكريمها الذي نظمته مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صالة كنيسة سيدة السلام بحمص القديمة تقديراً لنتاجها الأدبي، أشارت عربش في تصريح لسانا إلى أن الحرب على سورية حمّلتها مسؤولية توثيق ونقل معاناة الناس بأمانة، فكانت روايتها ” شهيق زفير” نتاج ذلك، لافتةً إلى ميلها في الرواية للشخوص الرمزية التي تصلح لكل زمان ومكان، ما أعطاها قوة الوصول للقارئ، متكئةً على مصادر حقيقية واقعية من الأهالي.

واعتبرت عربش أن روايتها الثانية ” زحمة حب” نقلة نوعية تعبر عن نضج أدبي، خرجت عبرها من البعد الإنساني للحرب لتدخل ضمن البعد الأخلاقي، بالإضافة إلى توثيق بعض الأحداث، مستندةً في شخوصها إلى شخصيات حقيقية واقعية وأخرى رمزية، لتخدم مضمون الرواية.

وأوضحت عربش أنها بصدد الانتهاء من كتابة روايتها الثالثة “حبيبي مرة.. عدوي ألفا”، وستذهب بها خارج أسوار الحرب ومخلّفاتها، متجهةً نحو العالمية.

المطران يوحنا عبدو عربش مطران حمص وحماة ويبرود وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك لفت إلى أن تكريم الكاتبة بوران هو فخر واعتزاز لكل إنسان يعمل ويقدم نتاجاً يخدم الجوهر الإنساني، ويساهم في عودة الجيل للكتاب، وخاصة في زمننا الحالي وحاجتنا الماسّة للثقافة في ظل انتشار التكنولوجيا وابتعاد الشباب عن القراءة، مؤكداً أهمية العائلة في تربية الأبناء تربيةً سليمةً تعزز الثقافة وتشجعهم على الإبداع.

وأشار الأديب الدكتور غسان طعمة إلى أنه أول من استقبل النصوص الأدبية لعربش عام 2008 عبر الرسائل البريدية على بريد صفحة عبقر، التي حررها على مدى 30 عاماً ضمن صحيفة العروبة، لافتاً إلى أن إبداع عربش الروائي وُلد ضمن ظروف مكانية وزمانية قاسية خلال الحرب، واستطاع أن يعبّر عن قلق وجودي ناجم عن قلق الحياة اليومية، من خلال فن الرواية.

يذكر أن الكاتبة عربش من مواليد القصير 1987، حاصلة على الماجستير في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة البعث.