اجتماع في وزارة الإدارة المحلية يناقش وضع خطة عمل لحماية المناطق الأثرية والتاريخية من الحرائق

إيجاد خطة لتلافي تكرار الحرائق في المناطق الأثرية واتخاذ كل الإجراءات التنظيمية والإدارية والمجتمعية لتفاديها، كانت أهم محاور الاجتماع الذي تم عقده في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وضم المهندس حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة والدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، والمهندس محمد كريشاتي محافظ دمشق.

ودعا المشاركون إلى وضع خطة لتلافي تكرار الحريق الذي حدث في مدينة دمشق القديمة (حي العقيبة) والوقوف على الواقع التنظيمي للمنطقة الأثرية والتاريخية وواقع الاستملاك والإشغلات فيها على أن يشمل ذلك جميع المناطق المشابهة من حيث التكوين والبنى.

الوزير مخلوف أكد أن الخطة تقوم على التعاون والتشاركية بين الجهات الرسمية والأهلية، وتتطلب التنظيم والدقة بالعمل، بهدف الوصول إلى نتائج تسهم في تلافي مثل هذه الحرائق، مشيراً إلى البدء كخطوة أولى بحصر العقارات المستملكة واستكمال الإجراءات، لضمان حماية هذه العقارات وإعادة تأهيلها وإبراز هويتها التاريخية والأثرية العريقة واعتماد مناهل للمياه داخل المدينة وتفعيل دور المجتمع المحلي من خلال لجان أهلية.

ولفت مخلوف إلى أن العمل جار لنقل كل المهن الصناعية الموجودة في المنطقة القديمة وتأمين البيئة المناسبة لها، من خلال مقاسم حرفية متوفرة في المدينة الصناعية بعدرا العمالية، والبالغ عددها 4000 مقسم، مشيراً إلى تقديم تسهيلات على الاكتتاب تقسيطاً لمدة تصل إلى أكثر من عشر سنوات، وبما يسهم في حصول أصحاب المهن على تراخيص نظامية تتوافق مع شروط الحماية والسلامة.

وأكد مخلوف ضرورة تفعيل دور المجتمع المحلي وممثليه في لجان الأحياء والمجالس المحلية واللجان الشبابية، وإخضاعهم لدورات حول سرعة الاستجابة للحرائق، مشدداً على إيجاد حل لمشكلة أسلاك الكهرباء الهوائية المكشوفة وتحويلها إلى شبكات أرضية وإنجاز الدراسة المتعلقة بإنشاء منظومة إطفاء حرائق وتطوير عمل منظومة الإنذار المبكر عن الحرائق.

بدورها لفتت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح إلى أن القرارات التي تم طرحها خلال الاجتماع سيتم وضعها موضع التنفيذ، وفق خطة زمنية معينة يتم الاتفاق عليها من قبل كل الجهات المعنية، بهدف تخصيص المدن التراثية للسكن والحرف اليدوية فقط مع المحافظة على الهوية البصرية الحالية لها بعد الترميم وتوظيفها ثقافيا وفق ضوابط معينة، مؤكدة أن الحريق الذي أصاب منطقة ساروجة (حي العقيبة) أدى إلى خسارة عدد من المنازل والبيوت التاريخية.

محافظ دمشق المهندس كريشاتي لفت إلى الاستجابة الفورية والسريعة من قبل المحافظة، بمشاركة كوادر مديريتي الحدائق والنظافة لتدارك هول الحريق، داعياَ إلى تعاضد كل الجهات الحكومية والمجتمعية في الأنشطة التوعوية حول الأهمية التاريخية لهذه المناطق والإجراءات الواجب اتخاذها وطرق الوقاية والتعامل معها.