مخطط استيطاني للاحتلال يهدد بفصل مدينتي سلفيت وقلقيلية

أكثر من 10 آلاف دونم من الأراضي الزراعية في مدينتي سلفيت وقلقيلية بالضفة الغربية أعلن الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء عليها، لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع أخرى قائمة، ما يهدد بفصل المدينتين عن بعضهما وتفتيت وعزل شمال الضفة بالكامل عن وسطها.محافظ سلفيت عبد الله كميل قال في تصريح لمراسل سانا: إن المخطط الجديد يهدف لإقامة بؤرة استيطانية على مساحة 4 آلاف دونم من أراضي بلدة الزاوية، وتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي مسحة في سلفيت وربطها بمستوطنة مقامة على أراضي بلدة سنيريا في قلقيلية، إضافة لإقامة وحدات وطرق استيطانية في أراضي بلدتي رافات ومسحة في سلفيت وسنيريا في قلقيلية.وأكد كميل أن ممارسات الاحتلال تمثل خرقا فاضحا وجسيما للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334، مشيراً إلى أن جميع عمليات الاستيطان سواء إقامة المستوطنات أو توسيعها أو الاستيلاء على الأراضي أو تهجير الفلسطينيين غير شرعية وغير قانونية ومرفوضة ومدانة.بدوره أوضح منسق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن المخطط يتضمن في مرحلته الأولى الاستيلاء على معظم الأراضي التي تقع بين مدينتي قلقيلية وسلفيت، وربط المستوطنات المقامة على أراضي بلدة سنيريا بقلقيلية بالمستوطنات المقامة على أراضي بلدات رافات ومسحة ودير بلوط والزاوية في سلفيت، ما يهدد بعزلها عن بعضها بعد محاصرتها بالمستوطنات.ولفت دغلس إلى أن الاحتلال يستهدف شمال الضفة الغربية ومنطقة الأغوار لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، ومنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، مبينا أن سلفيت تتعرض لحرب استيطانية شرسة، حيث استولى المستوطنون خلال الأيام الماضية على مساحات من أراضي منطقة دير دقلة جنوب بلدة دير بلوط، لإقامة بؤرة استيطانية وعلى مساحات من خربة شحادة في بلدة دير استيا، لإقامة مستوطنة تربط بين المستوطنات المقامة على أراضي بلدتي دير استيا وقراوة بني حسان ببعضها البعض، وتقطع الطرق الواصلة بين الأراضي الزراعية للبلدتين.من جانبه أشار رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ تنفيذ أخطر عمليات الاستيطان من خلال إحاطة المدن الفلسطينية الرئيسة بأحزمة استيطانية وإقامة تكتلات استيطانية تعزلها عن بعضها، مبيناً أن الاستيلاء على أكثر من 10 آلاف دونم من أراضي سلفيت وقلقيلية مقدمة لتفتيت وعزل شمال الضفة الغربية بالكامل عن وسطها.

بدوره بين المختص بشؤون الاستيطان مراد اشتيوي أن استيلاء الاحتلال على مساحات واسعة من أراضي سلفيت وقلقيلية يترافق مع عمليات هدم واسعة طالت عشرات المنازل والمنشآت في المدينتين، ومنع الفلسطينيين من البناء والسكن، وخاصة في البلدات والقرى المحيطة بسلفيت لتفريغها من الوجود الفلسطيني لصالح المستوطنين، مؤكدا أن الفلسطينيين سيواصلون التمسك بالأرض والتصدي لجميع مخططات الاحتلال التهويدية لأنه لا سبيل أمام الشعب الفلسطيني إلا الدفاع عن أرضه في ظل تقاعس المجتمع الدولي.من جهته لفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إلى أن الاحتلال أعد مخططاً شاملاً لضم الضفة الغربية تدريجياً يقوم على تكريس الاستيطان وطرد الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة، مشيراً إلى أن خطورة المخطط الاستيطاني الجديد تكمن في استيلاء الاحتلال على جميع الأراضي الفاصلة بين سلفيت وقلقيلية لعزلهما عن بعضهما بالمستوطنات.وبين أبو يوسف أن خطوات الاحتلال الإسرائيلي المتسارعة لتوسيع الاستيطان وتنفيذ مخططات الضم تعد انتهاكا جسيما للقوانين والقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان، ويطالب بوقفه، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حاسمة للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الاستيطان.الخارجية الفلسطينية أكدت أن الاحتلال يمعن في حربه المفتوحة على الوجود الفلسطيني، ويواصل تنفيذ مخططاته لضم الضفة، فمن جهة يواصل الاستيلاء على الأراضي وتوسيع الاستيطان، كما حصل مؤخراً في سلفيت، ومن جهة يصعد جرائم هدم المنازل في القدس والأغوار ومسافر يطا جنوب الخليل وباقي مناطق الضفة، بهدف إغلاق الباب أمام أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيا، معربة عن استنكارها الشديد لعجز المجتمع الدولي وعدم امتلاكه الإرادة اللازمة لإجبار الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، وإلزامه بإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس.

سانا