موقع أصدقاء سورية يجري حواراً مع الفنان الكبير دريد

قامت إدارة موقع أصدقاء سورية (Syriafriends) ممثلة بصاحب الموقع فخري هاشم السيد رجب ورئيس التحرير غسان رمضان يوسف بزيارة ودية إلى مكتب الأستاذ الفنان الكبير دريد لحام الذي بارك لنا انطلاقة موقعنا وخصنا بهذا الحوار

ونحن بدورنا نشكر الأستاذ دريد لحام على تشجيعه لنا وتخصيص جزءاً من وقته للحديث لموقع أصدقاء سورية.

وفيما يلي نص الحوار:

س – بداية .. أين دريد لحام من الأعمال المسرحية الجديدة، نُقل عنك مرة أنك اعتزلت المسرح .. هل ما زلت معتزلاً؟

ج – أنا لم اعتزل إطلاقاً في بداية 2011 أنجزنا مسرحية السقوط وبعد عرضها في الدوحة قامت القيامة في العالم العربي وانطلق ما يُسمى في حينه (الربيع العربي ) بينما هو في الحقيقة خريف ، بشكل عام العمل المسرحي يحتاج إلى الهدوء والأمان والطمأنينة لتأتي الناس إلى المسرح.

س – البعض اعتبر أن (مسرحية السقوط ) كانت قراءة للمستقبل وفعلاً كل ما جرى في هذه المسرحية حدث في البلدان العربية مؤخراً، هل فعلا كانت هكذا؟

ج – انعم، هي مسرحية عرضناها في قطر لأنها من انتاج رجل أعمال قطري يهتم بمسألة العروبة وطلب مني أن أقوم بعمل مسرحي يفسر سبب السقوط العربي في هذا الوقت ، أنا شخصياً أحببت هذه المبادرة منه لأنه رجل أعمال لكنه أحب أن يتصدى لموضوع ثقافي وطني وعرضنا هذه المسرحية على مدى خمسة أيام في الدوحة.

س – أستاذ دريد باعتبار تحدثنا عن مسرحية السقوط، بعد حوالي تسع سنوات من بدء ما سُمي الربيع العربي كيف ينظر الأستاذ دريد لحام إلى ما سُمي الربيع العربي؟

ج – لا يمكن تسميتهُ ربيع عربي إطلاقاً يمكن أن نسميه خريف لأنه أدى إلى نتائج سيئة جداً انظر إلى كل البلاد التي حدث فيها هذا الموضوع تجد أن الناس تتحسر على ما قبل وأن ما قبل كان أفضل، في ليبيا الآن هناك قوات متناحرة تذبح بعضها ، انظر ماذا يحدث في اليمن وهذا الذبح الذي يحصل هناك، بالإضافة إلى التدمير الذي لحق بسورية بسبب هذا الموضوع ، يعني عندما نفكر بعمق ندرك أن هذا لم يكن ربيعاً عربياً وإنما تدخل أجنبي في هذه الدول لتفتيتها وإضعافها .

س – أستاذ دريد البعض يرفض نظرية المؤامرة على الرغم من أن مراكز الأبحاث والمنظرين الأمريكيين من كيسنجر لزبغينو برجينسكي لبرنارد لويس .. الخ تحدثوا عن تفتيت المنطقة وتحدثوا عن تقسيم وإضعاف الوطن العربي، لماذا ينكرون هذا الموضوع؟

ج – ينكرونه لأنهم عملاء لهذه المؤامرة وهم يريدون أن يبعدوا التهمة عن أنفسهم فيتحدثون بهذا الأسلوب ولكنهم بالتأكيد غارقون في تحقيق هذه الخطط التي بشر بها المنظرون الاستعماريون.

س – خلال حديثي مع أحد الأصدقاء قال لي: إن وقوف الرموز السورية وذكرك بالاسم مع الدولة السورية في وجه المؤامرة أدى فعلا إلى انهيار ما سُمي بالربيع العربي و انهيار هذه المؤامرة؟

ج – أنا لست منحازاً إلى النظام أنا منحاز إلى وطني سورية، النظام يأتي ويذهب، لكن يبقى الوطن ،أنا منحاز للوطن ، عندما خرجوا بغباء وصرخوا ( الشعب يريد اسقاط النظام ) هذا الهتاف الذي ردده البعض عبارة (اسقاط النظام ) لنتساءل ما هو بديل النظام؟ أليس الفوضى ؟ يعني أنكم تريدون الفوضى يجب أن يكون هناك مطالبة لإسقاط الفاسدين في السلطة وهذا عدل، وأنا إلى الآن أنادي بإسقاط الفاسدين في السلطة وليس اسقاط النظام، وهناك فرق كبير بين الاثنين، على كل أنا أعود لأقول: أنا مع وطني مع أمي سورية ولست مع أحد غير ذلك.

س – البعض ينتقد الدراما السورية ويقول: إن الدراما السورية في فترة من الفترات كان لها صدى كبير في الوطن العربي وكانت تعالج الفساد، في الفترة الأخيرة وخصوصا مع الأحداث التي بدأت في الوطن العربي أصبحت الدراما مسيسة كيف تنظر إلى وضع الدراما السورية حاليا؟

ج – بدون شك قد تكون الدراما السورية تراجعت بعض الشيء لكن التراجع الأكبر كان بالمادة باعتبار أن بعض الدول التي كنا نظنها شقيقة قاطعت الدراما السورية لكي تضغط على سورية أكثر وأكثر لتلبية رغبات الدول الاستعمارية و أصبحوا أدوات لها .. لاحظ ..  أصبحنا نرى المسؤولين الإسرائيليين يزورون دولاً عربية علناً كانت الأمور تجري سابقا تحت الطاولة أما الآن فأصبحت الأمور مكشوفة لم يعد هناك لا مبادئ ولا قيم في هذه الدول التي كنا نظنها دول شقيقة، هم عندما يقاطعون الدراما السورية يعني أنهم يقاطعون الشعب السوري من أجل عيون أمريكا وإسرائيل.

س – أستاذ دريد بعض الممثلين السوريين خرجوا من سورية والبعض منهم أصبح يقوم بأعمال درامية تشجع على الفوضى في سورية .. كيف تنظر إلى هؤلاء؟ وكيف تقيم هؤلاء؟  

ج – هؤلاء بعضهم وليس كلهم ترك سورية وبدأ يشتم من بعيد وهو صدق الكذبة الامريكية بأن النظام سيسقط خلال شهر أو شهرين وعلى هذا الأساس يعود وهو على حصان أبيض وهو فارس وكأنه شارك في هذا الموضوع ولم يخطر لهم أن تصمد سورية ثماني أو تسع سنوات وبالتالي خسروا حاضرهم ومستقبلهم في نفس الوقت.

س – يرى البعض أن الحرب التي تُشن على سورية هي حرب إعلامية بالدرجة الأولى، لاحظ مثلاً ( السوشال ميديا الفيس بوك وتويتر واليوتيوب ) يوميا هناك ضخ إعلامي إلى جانب الفضائيات الناطقة بالعربية .. كيف تنظر إلى الحرب الإعلامية التي تُشن على سورية والتي تستهدف الاستقرار في هذه البلدان؟

ج – الحقيقة أقول: إن الحرب الإعلامية انتصر فيها الأعداء لأن لديهم نظرة خاصة ولديهم شطارة في هذا الموضوع، نحن للأسف لا زال إعلامنا متخلفاً عن قضيتنا .. قضيتنا سبقت الاعلام بكثير وما زال الإعلام عندنا مقصراً لم يثبت وجوده في العالم العربي وفي العالم أجمع، انظر إلى الصحف التي تصدر في العالم العربي والتي هي صحف رسمية تحس أن هذا ليس إعلاماً وإنما بيانات رسمية وكذب ولهذا السبب يجب إعادة النظر بمسألة الاعلام وكيف يمكن أن يكون الإعلام ناجحاً ويصل إلى خارج الحدود إذا بقي كما هو، إذا نظرت إلى أي صحيفة سورية أو عربية تحس أنك قرأتها قبل عشر سنوات.

س – هل فعلا استطاع الاعلام البديل الحلول محل الاعلام التقليدي؟

ج – دائما من يكتب في هذه الوسائل هو مجهول ويستطيع أن ينشر أي خبر أو يخترع أي إشاعة بدون أن يطاله أي قانون في العالم وبالتالي الناس كما تعلم تحب الخبر السيئ وتتناقله وعندما يصدر تكذيب لهذا الخبر لا أحد يقرأه.

س – هل لديك حساب على الفيس بوك؟

ج – عندي قناة على اليوتيوب وأنا لم أرها حتى الآن يديرها شخص اسمه سحبان عبد ربه وهذا الشاب متحمس لدريد لحام ولغوار الطوشي بنفس الوقت هو يدير هذه القناة أنا لا أتدخل بها وليس لدي أي حساب على الفيس بوك أوتويتر أبدا.

س – باعتبارك ذكرت غوار الطوشة .. أستاذ دريد بعد هذا العمر المديد، وإن شاء الله العمر الطويل والصحة والعافية .. كيف تنظر إلى غوار الطوشة؟

ج – عندما أشاهد مسلسل أو برنامج فيه غوار أجلس وأتفرج عليه بمتعة وأضحك من قلبي أنفصل عنه كليا أصبح دريد وغوار، لكن غوار الآن تاريخ ولا يمكن إعادة هذا التاريخ.

س – هل تحن إلى زملائك مثلا أبو عنتر ياسين بقوش نهاد قلعي نجاح حفيظ؟

ج – بالتأكيد نحن نجحنا مع بعض وحققنا بالأبيض والأسود ما لم تستطع الألوان أن تحققه

س – عاصرت كتاب نصوص كثر ، كيف ترى النص حاليا هل فعلا إن تراجع النص هو الذي أدى إلى تراجع العمل الدرامي ؟

ج – لدينا عدة عوامل أساسها النص .. بالتأكيد النص هو المحرض الأساسي لأن يكون العمل جيداً أو رديئاً لكن أيضا تضافرت أمور أخرى لجعل العمل الدرامي عملاً يتراجع من جملتها أنك أنت تستطيع إنهاء فكرة بساعتين لكن معالجتها تستغرق ثلاثين يوماً وربما أكثر، المخرج يضع الممثل أمام الكاميرا والكاميرا أمام الممثل وتستمر الحلقات ويقول بالعامية: ” مليح رمضان مو شي ستين يوم وغير ذلك وعندما ينجح مسلسل يقومون بإنتاج أجزاء أخرى “

س – لو سئلت وأنت ابن دمشق في أي مدينة غير دمشق تحب أن تعيش؟

ج – الشام – دمشق

س – مَن مِن الكتاب يأسر دريد لحام

ج – أهم شخص بالنسبة لي هو محمد الماغوط الذي تناغمت أنا وهو وخاصة في بداية عملنا في مسرحية ضيعة تشرين عام 1974 عندما التقينا صدفة وتحاورنا واكتشفنا أننا متطابقين بتفسير الأمور اللي عم تجري حوالينا ومن هنا تعاونا وكتبنا مع بعض ضيعة تشرين وغربة وكاسك يا وطن وشقائق النعمان بعد انفصالنا للأسف هو أنجز مسرحية اسمها (خارج السرب ) وأنا أنجزت مسرحية اسمها (صانع المطر) لكن لا خارج السرب ولا صانع المطر نجحتا بنفس النجاح التي نجحت فيه الأعمال التي كنا نعمل بها سويا ونتعاون مع بعض

س – من هو أكثر مطرب تحب أن تسمعه؟

ج – فيروز صباحاً، بعد الضهر صباح فخري، مساء أم كلثوم لأن أغنيتها تمتد لساعة وتحتاج لوقت وهدوء .. ويتابع أم كلثوم لم ولن تتكرر لا بصوتها ولا بأغانيها ولن يتكرر الملحنون الذين لحنوا لها هذه الأغاني الخالدة

س – هل التقيت مع فيروز؟

ج – التقيت بها ثلاث مرات كانت لقاءات عابرة.

س – حتى الآن ما زلت تسمع الأغاني وتستمع لهؤلاء الفنانين؟

ج – بالتأكيد

س – أكثر ممثل عالمي تحبه لأنك تراه يتقن دوره بشكل رائع؟

ج – شارلي شابلن وبراد بيت وزوجته السابقة أنجيلينا جولي لأنها جميلة ويبتسم .

س – ما هو الروائي الذي قرأت له وما هي الروية؟

ج – عزيز نبيسين (الكرسي)

كل الشكر لك أستاذ دريد كنت ضيفا عزيزا على موقع أصدقاء سورية (سيريا فريندز).