الأسير المريض وليد دقة… شاهد على وحشية الاحتلال الإسرائيلي

تدهور الحالة الصحية للأسير الفلسطيني وليد دقة المصاب بأمراض عدة، وتصاعد المطالبات الفلسطينية والدولية للاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه لا تعني شيئاً في قاموس محتل ينتهج سياسة الموت البطيء بحق نحو خمسة آلاف أسير وخاصة المرضى منهم، ويرفض الإفراج عنهم في محاولة للنيل من صمودهم.

دقة البالغ من العمر 61 عاماً يعد أحد رموز الحركة الوطنية الأسيرة في معتقلات الاحتلال، حيث مضى على اعتقاله 37 عاماً، وأصبح بصموده ونضاله وإنتاجه الفكري و الثقافي أيقونة فلسطينية جديدة بمواجهة وحشية وقسوة السجان الإسرائيلي.

عائلة الأسير دقة أطلقت في الـ 27 من نيسان الماضي حملة للمطالبة بإطلاق سراحه حتى يتمكن من تلقي العلاج لمرض السرطان الذي أصيب به داخل معتقل “الرملة”، كما أطلق أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة اليوم حملة مماثلة دعوا فيها المؤسسات الحقوقية الأمريكية إلى التدخل الفوري، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسير دقة.

 وتقول سناء سلامة زوجة الأسير دقة في تصريح لمراسل سانا: أعيش حالة توتر وخوف بشكل دائم على زوجي الذي يقبع داخل معتقلات الاحتلال منذ 37 عاماً، حيث تدهورت صحته مؤخراً نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، فيما يستمر الاحتلال بتعنته رافضاً الإفراج عنه لنتمكن من نقله إلى أحد مشافي الضفة الغربية لتلقي العلاج اللازم.

وأوضحت سلامة أن زوجها يعاني من سرطان نادر يصيب النخاع الشوكي يدعى “التليف النقوي”، وهو بحاجة ماسة لزراعة نخاع شوكي، كما يعاني من قصور كلوي وقصور في عمل القلب ومن التهاب رئوي حاد، حيث تم استئصال الجهة اليمنى من رئته ولم يعد يقوى على المشي على قدميه، ورغم ذلك يتمتع بروح نضالية عالية متحدياً السجان الإسرائيلي ووحشيته.

وبشأن الحملة التي أطلقتها العائلة للمطالبة بالإفراج عن دقة قالت سلامة: طالما لم نحقق الهدف المنشود وهو حرية دقة فهناك المزيد الذي يمكن فعله من الجهد والنشاطات والتكثيف والتفعيل والتعميم والنشر لمضامين الحملة وصفحاتها وعناوينها والضغط بكل الوسائل والعمل مع المؤسسات القانونية والحقوقية، كي نحقق حالة رأي عام ضاغط من أجل إلزام الاحتلال بالإفراج عن وليد وجميع الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال.

من جانبه يروي الأسير المحرر أحمد أبو السعود الذي قضى سنوات داخل معتقلات الاحتلال إلى جانب دقة حكايات مؤلمة عنه قائلا: لم تستطع والدة دقة التعرف عليه في إحدى الزيارات له داخل زنازين الاحتلال جراء تدهور حالته الصحية، كما أن والدته أصيبت بأمراض عدة نتيجة حرمان الاحتلال لها لسنوات من زيارة نجلها وبقيت تنادي كل يوم وليد.. وليد.. فلا يوجد ألم وقهر بعد هذا الألم.

وحذر أبو السعود من أن وليد دقة قد يكون الشهيد القادم في صفوف الحركة الوطنية الأسيرة، بعد أن أنهكه المرض ورغم ذلك يرفض الاحتلال الإفراج عنه، داعياً لأوسع مشاركة جماهيرية مناصرة له لإنقاذ حياته من براثن الموت في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، والتي أودت بحياة 237 منهم، آخرهم خضر عدنان الذي استشهد في الثاني من أيار الماضي.