تركزت الندوة التي أقامتها المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب على وسائل مواجهة الليبرالية الأمريكية الحديثة، وما ترمي إليه من غزو لعقول الأطفال والشباب والنظم الجديدة التي تحولهم إلى جيل لا يعرف كيف يدافع عن نفسه في المستقبل.
الندوة التي شارك فيها باحثون وأدباء وإعلاميون واختصاصيون في التربية، سلطت الضوء على أهمية حماية الأطفال والشباب وضمان مستقبلهم وضرورة المحبة والتفاهم والتربية، لضمان التفاعل الاجتماعي الإيجابي الذي يحافظ على مستقبل الجيل.
رئيس شعبة التوجيه التربوي في ريف دمشق عبد القادر عموري دعا في محوره إلى الاهتمام بالإعلانات في الطرقات وفي الوسائل الإعلامية، وتحويلها لخدمة الأجيال وعدم التعامل السلبي مع الدراما التي تستطيع التأثير بالأطفال والشباب، وألا تكون في خدمة النزعات الفردية والمادية وتتطلع إلى مستقبل الوطن، لافتاً إلى أن الحفاظ على المجتمع ضرورة يساهم فيها الحفاظ على التربية الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية.
وأشار عموري إلى أن الاهتمام الكبير بالظواهر الإلكترونية والهواتف النقالة صار حافزاً كبيراً على العنف، وساهم في انتشار المخدرات وغيرها ما يفسد الجيل، فلابد من المراقبة المستمرة لما يشاهده الأطفال ويفعله الشباب لحمايتهم من الخلل والجريمة، ولا سيما الألعاب التي أصبحت شاغلاً للأطفال وصارت تسبب لهم أمراضاً مختلفة، فلابد من منع الجوال ولا سيما في المدرسة التي تأثرت به من خلال السلوكيات السلبية التي صار يكتسبها الأطفال.
وبين الناقد والإعلامي سامر الشغري أنه بعد تفشي التطور الإلكتروني بأشكاله المختلفة صدر كثير من الكتابات والأدبيات والروايات التي سلطت الضوء على سلبيات كثيرة ضارة، كنشر مسابقات غير مفيدة وبرامج مسيئة للمجتمع يقوم بها من يسعون إلى المال، أو الذين يرمون لتخريب عقول الأجيال.
ولفت الشغري إلى أن أي شخص الآن يمكن أن يكون كاتباً وصحفياً وشاعراً وأديباً دون موهبة، لأنه يتمكن من الترويج لأي صفة يطلقها على نفسه أو يطلقها عليه آخرون دون مقومات، ما يفسد الأطفال خاصة، ويجعلهم متعلقين جداً بما هو ضد إنسانيتهم ووطنهم، مبيناً أن التمسك بالثقافة والقراءة والألعاب الرياضية هو الأفضل لإنشاء الجيل القادم.
رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب محمد خالد الخضر رأى أن التمسك بالأخلاق والتربية المنزلية الصحيحة وتكوين الشخصية الإيجابية، يجعل الأفراد يبادرون بمواقف أكثر إيجابية تغنيهم عن أي عقوبة يمكن أن تطالهم في حال قاموا بأي مخالفة نتيجة المنظومات الثقافية المصطنعة التي يبثها الأعداء بأشكال مختلفة، ولابد من الالتزام الشخصي أولاً دون التفكير بما سيقدمه الآخر أو ما يقوم به من أجل تحقيق ما نصبو إليه، وهذا بحد ذاته ابتعاد عن الأذى واحترام للقيم الوطنية والإنسانية.
الإعلامية الفنانة نغم الحسين في مداخلتها عرفت بالمشاركين وسلطت الضوء على موضوع الندوة، ودعت إلى قيام المرأة بدور كبير وإيجابي في الدفاع عن الأطفال وبناء مستقبلهم الإيجابي والوطني، ودعت مديرة منتدى نقرأ لنرتقي هند الراضي إلى محاولة دفع الأطفال إلى متابعة ما هو إيجابي في الشبكة الإلكترونية، وما فيها من أدب وألعاب إيجابية وقصص وأشعار تنمي شخصياتهم بما يضمن مستقبلاً إيجابياً.
وقال منسق بحوث الرأي العام في دمشق الدكتور بكور العاروب: إن دور الأم في المنزل هو الأكثر أثرا في التكوين التربوي، فلابد من أن تحدد لكل نشاط وقتا، فالدراسة أولا ثم يستريح الطفل من خلال قضاء بعض الوقت على الشبكة، واختيار الأشياء الإيجابية كالأدب والألعاب والرياضة، وعدم السماح له بقضاء الوقت كاملا على شبكات التواصل كما تفعل بعض الأسر.
شارك في المداخلات عدد من الإعلاميين والأدباء والحضور بحوارات ونقاشات تخص دعم ما طرح من أفكار.