باشرت كوادر المديرية العامة للآثار والمتاحف في درعا بالعمل على ترميم وتأهيل مدرسة أبي الفداء الأثرية في بصرى الشام، بعد تعرضها للحرق والتخريب على يد المجموعات الإرهابية.
وقال رئيس دائرة آثار بصرى علاء الصلاح في تصريح لـ سانا: “إن الكوادر بدأت في المرحلة الأولى بإزالة بقايا الحرق والتخريب في الجدران الداخلية للمبنى، وإصلاح الفتحة في قبة المبنى من الجهة الجنوبية المطلة على بركة الحاج، تمهيداً لبدء العمل بالمرحلة الثانية والتي تشمل إكساء الغرف الجانبية والصحن، والأبواب والنوافذ، والخدمات الرئيسية للمبنى”.
من جانبه بين الخبير في الآثار أنس المقداد القيمة التاريخية والثقافية للمدرسة، موضحاً أنه بعد مساحة بصرى في العهد الإسلامي وصل إلى بركة الحاج الواقعة على الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة الكلاسيكية القديمة، لافتاً إلى التطور العمراني والتعليمي فيها، ووجود مدارس صغيرة كمدرسة الدباغة ومسجد ياقوت، وأمر حاكم بصرى الأيوبي الصالح إسماعيل ببناء المدرسة عام 1225 م.
وبين المقداد أن مؤسس المدرسة الفعلي هو شمس الدين سنقر الملقب بالحكيم، والذي اتبع في بنائها المخطط المتعامد الذي يعتبر صفة مميزة لعمارة المدارس التعليمية في تلك الحقبة، ويتوسط المبنى صحن تحيط به قاعات ذات أحجام مختلفة بطول 19 متراً وعرض 14 متراً، وهذا ما يسمى حديثا (المدارس الداخلية).
ولفت إلى أن أهم ما يميز البناء هو القاعات الجانبية والتي كانت تستخدم للتدريس وإقامة الشعائر الدينية، وهذا ما لا نجده في أي منشأة دينية كالمعابد القديمة، ما يشكل ظاهرة معمارية وحيدة في بصرى، حيث إن ذلك من خصائص العمارة الدمشقية في الفترة الأيوبية.
بدوره رئيس مجلس مدينة بصرى الشام سليمان الشحمة أكد أن مجلس المدينة بكامل كوادره جاهز لتقديم أي عملية يمكن أن تساعد في إعادة الوجه الحقيقي لبصرى القديمة، ووضع كل إمكاناته للخروج من آثار التخريب والتدمير الذي طال العديد من آثارنا، والوصول إلى تشاركية حقيقية مع كل الدوائر المحلية، وإبراز الخاصية الأثرية والسياحية لمدينة بصرى الشام.