في وداع “نزار قباني”              

                                                                                                         

أيـها الجَمِيلُ أيُها الجَمَال

اقـتـَرفـَتَ البـَهجـَةَ مـِنَ المُحَالَ

ووَشَيـتَ الحـُزنَ المُطـَرَز بـِالألَـمِ

 بـِمـُهـَجِ الخيـَال..!

أيـُّها البَـهـِيُّ كطلـعـَةِ بـَدرٍ بـيـَومٍ مـَاجَ بالآمـَالِ

تـَوجـَوكَ بينَ الـرَاحِلِيـنَ

وَصِـيَّ حُبٍ نـبَـيَ كـمَـال

واجتـمَـعت النـاسُ .. تـرقـُبُ الحَدثَ

فـإذا هـُو مَـدعــَاةُ دَلا ل

أيـنَ الد موعُ .. أيـنَ الـورع

كأنَّ الـمَـوتَ عُـرسٌ .. والـدعَـاءَ ابـتـِهَال

     *         *

غُـللـتَ بِـالنــَعـشِ فـازدادَ أبَـهـَةً وَخِصـَال

رُوحـُكَ اخـتـَارَت الـزُهـُورَ

حَمـراءَ بـيـضـَاءَ .. صَفـراءَ تـزُهُوٍ بتَعـَال

عـلى الحـُزنِ على الـفـِرَاقِ

عـلى الدُ مـوعِ الـتي تـَبـد و مـُحـال

لا حـُزنٌ لا لـوعـَة

الحُـبُ بــَاقٍ وأنتَ فـيــهِ .. فـضَـاء خـيــَال

لِـمـن يـُنـتـحَب ..؟!

والجمَـالُ لا يمُـوتُ بـِسَيــفِ الـزمـان

مـهـمـا صَـالَ وجَال

وهـا قد نـفـَحَتَ رُوحُكَ الجَمالَ

على مسَاحَـةِ دِمَشـقَ  .. الـزَائــدَةِ الـتــِيـهِ

المُحَمـّرةُ الـوجـنـتَـيـنِ.. المُسَرولـة بالـيـَا سَمـيـنِ

المَعـصومَـةُ عـنِ الـخَـطايـــَا.. المُسَــوَّرةُ بــالـهِـلالِ

لســـتُ أدري يا عـاشــِقـاً حَـتى الـثَـمَـالـةِ

كيفَ نــُفـِحَت رُوحِـكَ ..عـَلى خُـضـرَةِ الأشــجَـارِ

وازدادَ ارتـفـَاعــاً قــاسِـيـونَ شَــاهـِقــاً لا يـُـطالُ

كيـفَ سَـربــَلـتَ قلـبي بـِبـُردٍ

لم يـهـدِيــهِ إلـَّي .. ذَ ا كـِرٌ مِـنَ الـرِجَـال

قد مَـلـكتَ الـحُبَ والجَـمـالَ خَمسِيـنَ عـَامـاً

وحـِينَ نـَضِـب الـعـُمـرُ..

لـفَـحـتـَهُ على الرَوَابـي ..على زرقةِ السَماءِ  

وفي الـمَـآقِي رُأت الـِولادَةُ لـِفَارسٍ

 أكبـَرُ مـِنَ النِسيـانِ ..في الحَيـَاةِ وَ الـغِـيـَاب

أيـَّـةُ رُوحٍ سَكَـنـت نــِزار

حـَاشَـى لـلـهِ فـيـمـا أرَادَ وجَـلاَّه

الجَمِـيـلُ يُـجــِـلِ بالـعـَطـَايــا

عـَلى “عِبـِادٍ خَلـقَــهـم للــحب”

وهـَل هـِيَ إلا مِنهُ وإلا لِذَاتـَهُ “تَـخشـَـاه”

     *                 *

الآنَ الحـُبُ أكبـَرُ

الآنَ الـعُـمـرُ أصـغــَرُ مِـن قَلبـِكَ وقد هَدَأ

لـتـتـَوزعَ الـقـُلوب نَـبضَـاهُ

سأقرئك اليــَومَ عـن مـَا مـضَى

بـالــشِّعـرِ الأَجمل بـفَـحوَاهُ

عـبـرَ الـقَـوافِي فَـأنـتَ رَسَمتَ طَرِيقَ

 الخُلُودِ ونِــلتَ المَجدَ فـــي عــلاهُ

و سَيـبـقَى لـكَ مـَادَامَ الحـُبُ

في الحـَنـاَيـا يـمَـجِـدُ الـخَـالـِقُ

ويَطـرَبُ بـِهِ كُلّ عـَاشِقٍ نَجـوَاه

شعر : رجائي صرصر