استمر الفنان السوري العالمي سبهان آدم بخطه الفني المعروف بما يحمله من غرائبية وحس ساخر من الحياة في معرضه مساء اليوم عبر تقديمه لمجموعة من آخر نتاجاته الفنية.
المعرض الذي ضم 7 لوحات جدارية بتقنية المواد المختلفة على قماش تضمن شخوصاً بأسلوب فطري تعبيري مختزل لطالما اشتهر به الفنان آدم عبر مسيرته مع تكثيف في عناصر التكوين الفني للوحة لخدمة الفكرة.
ورغم حالة الاختزال التي يعتمدها آدم في لوحاته إلا أن المشاهد لا يمكن أن يمر على أي من لوحات معرضه مروراً سريعاً، فكل عمل يحتاج للتأمل والغوص في مدلولاته الفكرية والفنية والبصرية وخاصة مع وجود مروحة لونية قوية وجريئة تستحوذ على انتباه المشاهد وتدفعه لتحليل معانيها.
الجديد الذي حملته أعمال المعرض الذي يقام في صالة جوليا آرت هو مرافقة قصة قصيرة مكتوبة إلى جانب كل لوحة تشرح الحالة الدرامية لأبطال العمل مع روح ساخرة لطالما امتلكها الفنان وعبر عنها سابقاً فقط بلوحاته.
ومن أهم ما يميز لوحات الفنان آدم في هذا المعرض وغيره هو انعدام البعد الثالث في لوحاته، ووحدة لون الخلفية لخدمة الشخوص الأقرب للمسوخ البشرية وبتقنية فيها من العفوية والتلقائية الكثير مع ابتعاده عن تكريس القيم الجمالية وكسرها لصالح إبراز الفكرة وتحقيق الدهشة اللتين يبني عليهما علاقة لوحته بالجمهور.
ولعل غرابة أعمال الفنان آدم وفرادتها هو ما سمح له بحجز مساحة خاصة له في الفن التشكيلي السوري والعالمي، فهو حالة فنية خاصة لها جمهورها وبالوقت ذاته لها منتقدوها، ولكن الواضح في كل أعماله أنها تستحق التأمل والتحليل والدراسة.
