النحت ذلك الفن الذي ينطوي على إعادة تجسيد المكنونات في الحياة بتشكيله من الحجر أو المعدن ليأخذ حيزا أكثر ديمومة ومعنى , وذلك بإطفاء اللغة الفنية عليه والتركيز على جانب خاص به ..
وفي هذا المنحى كان للفنان تجاربا إبداعية كثيرة , أولها “تمثال الحصان “من البرونز ,الذي يزين مدخل مدينة طرطوس أول عمل ميداني له عام 2001, كان لإجازة التخرج, ليتبعه بمنحوتات تعبيرية كبيرة تزين الساحات وحدائق البلد وتكون رسالة لحضارتها ..وكمثال منحوتات من خشب الكينا لوجوه إنسانية ..ونصب” روضة الفردوس” في حمص يمثل ذكرى الحركة التصحيحة ,ومنحوتات حجرية قدم لها قائلا ” لو أرادك الله صلبا لخلقك صخرة, ولكن خلقك لين الطين فيك كان مقصودا ..”
إنه يعبر بالنحت عن أفكاره الشاعرية ..ومنها : “لا تضيع بوصلة العيون.. صوب شغف ما ترنو .. لا تقطع سلالم الروح فالقلب أعمى .. كي لا تتعثر .. ” ونذكر هنا منحوتة ” الملكة زنوبيا ” على حجر الرخام , ومجسمات لوجوه تعبيرية ..
إن الفنون تشكل رموزا للشعوب فكرا ,وهذه التماثيل تعطي انطباعا يندرج من التاريخ ليتماهى مع الواقع ويضيف له.. والنحت يسمح بتجسيد الأوابد عبر الأجيال ,ورؤية شعب مر على هذه الأرض .. فيرفدهم بحكم وأحلام أجدادهم ..فالآتي ابن الماضي ومن رحمه يبقى أثره كلبنة في صرح الزمن..
الفنان من حمص – سورية
خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت ..
أعداد رجائي صرصر