الباحث حيدر نعيسة:التراث الشعبي جزء من هويتنا ولا يجوز المساس به

التراث الشعبي هوية وحضارة مجتمع، وكل ما ورثناه من الأجداد، حيث لا يشمل المادي الملموس فقط، بل الكلمة التي تتضمن الأمثال والأسطورة والحكاية والمعارف والمعتقدات والفنون الشعبية والأدب الشعبي والعادات والتقاليد والنظرة وحتى الرأي.

والحرب أثرت في التراث الشعبي بفرعيه التقليديين المادي والشفوي، حيث بين الباحث حيدر نعيسة الآثار السلبية للحرب والتدمير الممنهج للآثار والأماكن المقدسة التي غيرت من طبيعة الأماكن والبيئات التي ترتبط بالتراث ارتباطاً وثيقاً.

وأكد الباحث في محاضرته التي حملت عنوان (أثر الحرب على التراث الشعبي)،

واستضافتها دار الاسد للثقافة باللاذقية أن كل ما وصل إلينا من الأجداد هو تراث، ومن هنا تأتي أهميته الروحية، داعياً إلى ضرورة التمسك بما تبقى من تراث والمحافظة عليه وصونه للأجيال القادمة.

وبين أهمية العمل على إحيائه باعتبار أن تراث اليوم هو نتاج الأمس وتراث الغد هو نتاج اليوم، مؤكداً أهمية التراث وضرورة إحيائه والإضاءة على جمالياته وفرادته باعتباره جزءاً يصل الأحفاد بالأجداد عبر الزمن ويؤكد التواصل التاريخي والأصالة كي نقدم للأجيال القادمة الجديد والنافع المفيد في وجه الهزيل الوافد من وراء الحدود.

وأوضح أهمية التأكيد على البعد الوطني الحقيقي للتراث الشعبي باعتباره عنصر مؤالفة وليس مخالفة، كما أنه يقرب بين البيئات التراثية السورية فقيمة التراث الشعبي تأتي من كونه ميزة الجماعة المتنوعة، مبيناً أن أيام الفتن والحروب تعرضت هذه الموروثات لاهتزاز حقيقي لنمط الحياة وتغييرات جزئية وكلية.

وأكد أن التراث الشعبي الشفوي ملك للناس جميعاً فلا قائل ولا ناقل معروفاً له، فالأمثال الشعبية والحكم والحكايا والقصص التراثية ملك للجميع لذلك يجب الحفاظ عليها كونها تمتلك قداسة حقيقية تضم أرواح الأجداد وتخلد تاريخهم بقدسية خاصة.

يشار إلى أن الباحث حيدر نعيسة مدير ومؤسس ملتقى القنديل الثقافي المرخص أصولاً من قبل وزارة الثقافة، كما أنه مدرس متقاعد، وألف الباحث موسوعة التراث الشعبي التي تمت طباعتها من قبل وزارة الثقافة وهي عبارة عن 3500 صفحة تشكل موسوعة تتناول التراث الشعبي الشفوي في اللاذقية.