الأديبة فلك حصرية تكتب الرواية والقصة القصيرة انعكاساً للواقع الذي تتأثر به بانفعال وجداني، وتمتلك الموهبة والقدرة على تقديم المادة بشكل فني وقريب من المتلقي.
وعن كتابتها للأدب السردي قالت حصرية لـ سانا: إن كتابة أي عمل أدبي في القصة القصيرة والبحث والنقد والشعر لا بد من أن يتكون بسبب تأثر كاتبه بما يعيشه أو يتلقاه أو يدور حوله، وعندما يمتلك الكاتب مكونات الموهبة لا بد له من الاتجاه إلى ما يفيد وطنه وناسه ومجتمعه، فيتكون ما يذهب إليه من الحالة التي يراها صحيحة وهذه الحالة تكون صحيحة بقدر الثقافة التي يمتلكها المؤلف.
وأضافت الأديبة حصرية: منذ نعومة أظافري وأنا أتجه لكتابة الأشياء التي أتأثر بها، وما تربيت عليه وتكون في داخلي جعل كل كتاباتي تتجه إلى حالات إنسانية واجتماعية، وإلى ما يتعرض له وطني من آلام وغدر ومؤامرات وإرهاب، لذلك تخطت تلك الكتابات حالات المراهقة والضياع والتسلية وظلت في إطار ما أحب أن يكون لمجتمعي ووطني.
وأشارت الأديبة حصرية إلى ضرورة انشغال الأديب والكاتب دائماً بالثقافة وأشكالها وأنواعها، لأن ما يكتبه لا يخصه وحده بل عليه أن يدرك تماماً أن الناتج يخصه ويخص كل من حوله، فأي ردة فعل غير لائقة بمكون هذه الموهبة تنال من الأدب والثقافة، وبقدر ما يعرفه الأديب ويطلع عليه يكون قادراً على تقديم ما يفرض نفسه عبر الزمن والتاريخ، لتعرف الأجيال القادمة كيف عشنا وكيف كانت مجريات الحركة الإنسانية في زمننا، فتأخذ أجيالنا وأبناؤنا ما يفيدها وتعرف ما لا يفيدها.
ورأت حصرية أنه على أي أديب في جميع الأشكال والأجناس الأدبية قبل أن يكتب في أي مجال ذاتي أن يدرك ما يعاني منه مجتمعه ويقدم مادته بشكل يرغب في تناوله كل أفراد المجتمع، بذلك يحقق نجاحاً باهراً لأن التزامه بما يخصه فقط قد لا يؤدي أي أثر في الآخر، وهذا يمكن أن يكون في بعض أنواع الخلافات الشخصية والغزل الذي كان يعبر عنه بعض الشعراء انعكاساً لحالاتهم الخاصة.
وثمة فرق شاسع حسب حصرية بين نص أدبي يواجه ما يهدد المجتمع من إرهاب ومؤامرات ومحاولات احتلال كالذي كتبه غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال خير بيك وأمثالهم، وبين نص يقدم فيه الكاتب حالة عاطفية خاصة لا تقدم ولا تؤخر، فالأدب رسالة وموقف وإحساس، إضافة إلى ضرورة وجود الموهبة المدعومة بثقافات مختلفة ومتنوعة.
وعن إدارتها لمجلة الموقف الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، بينت حصرية أن هذه المجلة تستقطب كل الأدباء الذين يمتلكون موهبة حقيقية وثقافة ناضجة، دون التخلي عن المستوى اللائق للجنس الأدبي، وشرط ألا يخالف النص منظومتنا الوطنية ومتطلباتنا الأخلاقية، وتفتح المجلة أبوابها أمام كل الأدباء، بما في ذلك العرب الذين يحبون سورية.
وختمت حصرية بالتأكيد على أن الأدباء الشباب أيضاً أصبح لهم دور وحضور في دوريات الاتحاد قاطبة، ولا سيما الذين يمتلكون القدرة على الكتابة لأن الاتحاد صاحب موقف وطني داعم يفكر بالحاضر ويرى أهمية المستقبل.
يذكر أن الأديبة فلك حصرية هي عضو في المكتب التنفيذي باتحاد الكتاب العرب، ورئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي، ومن مؤلفاتها ثلاثون ثانية فوق حيفا ورواية اوروكليدون ورواية بطعم التوت البري.