جريح حرب شاب يؤسس مقهى ثقافياً أدبياً في مدينة بانياس

بين المقاهي الكثيرة بطابعها التقليدي المعروف، وتلك التي أقبل الشباب على افتتاحها مؤخراً لتلبية احتياجاتهم، ينفرد مقهى “سيلفر” الذي افتتحه الشاب أحمد الحسن من مدينة بانياس في طرطوس بكونه المقهى الثقافي والأدبي الأول من نوعه في المدينة.

الحسن 28 عاماً خريح المعهد التقاني للكهرباء والميكانيك في اللاذقية تحدث لنشرة سانا الشبابية عن مشروعه الذي انطلق به بعد تسرحه من الجيش العربي السوري؛ حيث تعرض لإصابتين أثناء خدمته العسكرية؛ الأولى عام 2017 أدت إلى حروق بالوجه والصدر واليدين، والثانية بعد تعافيه وعودته لصفوف الجيش عام 2018 بطلق ناري في الطرف الأيسر من الصدر؛ ونظراً لصعوبة عمله باختصاصه ورفضه الجلوس دون عمل راودته فكرة افتتاح مقهى خاص به مغاير للمقاهي الأخرى.

وقال: هنا يمكنك أن تطلب فنجان قهوتك وتجلس بعدها لتستمع إلى الموسيقا أو تحضر أمسية شعرية أو تشارك بالمعارض الفنية، وكلها في مكان واحد وبمزيج فسيفسائي متجانس، لافتاً إلى أن فكرة دمج الموسيقا والرسم والشعر ضمن مشروعه كانت في غاية الصعوبة، لكنه بدأ الرسم على جدران مقهاه وتزيينه بديكورات مميزة مصنوعة من الخشب، بهدف تأمين مكان مختلف عن غيره يتلاقى مع موهبته بالرسم.

وأضاف الحسن: مع خشيتي من عدم إقبال الجمهور على المقهى، إلا أنني كنت مصراً على مواصلة ما بدأته حتى بات قبلة الكثيرين، وخاصة بعد أن أقمت معرضي الأول فيه لعرض رسوماتي التي لاقت إعجاباً ملحوظاً.

ويستخدم الحسن ألوان الرصاص والفحم والمائي والأكرليك والزيتي واستطاع أن يطور من أدائه ليتميز عن غيره، حيث فضل أن يرسم بأكثر من طريقة واتجه للرسم بطريقة “بوب آرت” أي رسم الظل، وخاصة البورتريهات التي حاول من خلالها توثيق الشخصيات والأحداث، ويرى أن الرسم هو ترجمة مرئية للكثير من المشاعر والأحاسيس مستخدما فيها أقلام تحبير.

ما يحمله الشاب أحمد من تميز بالرسم يكمله بعشقه لصنع المجسمات والتحف الخشبية، مستخدماً الأزاميل لإضافة بعض النقوش إليها ثم ورق الحف للتنعيم والتي يتم فيها الحصول على مجسمات ناعمة، لافتاً إلى أن أفضل أنواع الخشب الذي يستخدمه هو الزيتون.

وأشار الحسن إلى أنه لم يتعلم الرسم أو صنع المجسمات في كلية الفنون أو عبر اتباع دورات، بل كان اعتماده على فطرته وحبه للرسم، ولم يسع لأي مكسب مادي من موهبته، بل عمد إلى إقامة نشاطات ودورات رسم مجانية للأطفال ليعلمهم قواعد الرسم وأصوله، آملاً أن يشارك في معارض خارج المحافظة كونها تضفي على تجربته مزيداً من الثقة والإصرار واستمرارية العمل.

أسامة معلا أحد الأشخاص الذين يترددون إلى المقهى تحدث عن إعجابه بإرادة أحمد وإصراره الكبيرين لإنجاح مشروعه، رغم وضعه الصحي، معبراً عن إعجابه بالفعاليات التي يقيمها بالمقهى وضرورة دعم الشباب، وخاصة المسرحين منهم.

ويعمل أحمد من خلال صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على عرض لوحاته والتحف التي يقوم بتصنيعها، وحالياً يعرضها على جدران المقهى لتصل لأكبر عدد ممكن من الناس.