بأسلوب جديد جمع بين الفلسفة والعاطفة جاءت مجموعة الشاعر أيمن أبو الشعر الجديدة المعنونة بـ (تغريبة أهل الشام)، وتجلت فيها الهموم والقضايا الإنسانية التي عكسها من خلال انفعاله الوجداني، وهو يكتب النص.
الشاعر في مجموعته يدعو الإنسان ليكون حذراً أمام اقتراف أي ذنب يمكن أن يشوه إنسانيته، فيعبر بأسلوب سهل ممتنع جاءت فيه الصورة مع الرؤية والعاطفة فيقول: “لا تأكل أسماك المتوسط مهما جعت.. فيها من روحك أنت.. ما زالت فيها نكهة لحم الغرقى.. كل الماتوا ظلماً ما زالوا أحياء صدقاً”.. وبرغم ظهور الكنايات والتشبيهات الفنية الجميلة في نصوص الشاعر يبدو الانتماء لوطنه قوياً، وتتجلى سورية دون قصد في نص جاء بعنوان تهليلة ليتحرك الخط البياني للنص الشعري دون استطراد لنهاية الحدث فيقول: “هل أدركتم ماذا يعني اسم السوري.. نسر جسر أو إكسير ونداء المنعة في السور.. نسر أنت”.
كما يتحدى الشاعر في نصوصه الإرهاب رغم البعد الذي يعيشه عن وطنه ويشاركه وجعه وهمومه، فيرصد حادثة اغتيال صديقه الطيار هايل خلف الذي اغتاله الإرهابيون حين كان عضواً نشيطاً في لجنة المصالحة، وذلك بأسلوب الشطرين فملأ النص قوة وعاطفة وصدقاً فقال:
أفرد جناحيك قد حنت لك الأجواء للناس أرض مدى وللنسور سماء
حاورتهم بلسان الحب هل وطن يحيا إذا نبضه في القلب بغضاء
ويعبر الشاعر عن نتائج الحصار وأوجاعه بأسلوب فني شكله بالصور والموسيقا وتوازن الموضوع، فقال:
لم يبق للنظر ظل سوى الحفر.. قذائف قذائف.. فليفهم الحصار لن يسقط النهار سيصمد البشر.
الكتاب من منشورات دار جهات للنشر والطباعة والتوزيع يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، ولمؤلفه عدد من المنشورات وصل إلى الثلاثين كتاباً منها خواطر في الشعر وطلقات شعرية وصندوق الدنيا والمجد للصمود، إضافة إلى مؤلفاته في الترجمة والنقد والأدب.
وفي مقدمته رأى الأديب حسن حميد في نص أيمن أبو الشعر الغنى، فالحضارة كلمة ذات حوامل كثيرة والغنى الشعري في قصائده جلي وجهير.
أما الشاعر جهاد الأحمدية مقرر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب فقال: “إن نصوص أيمن أبو الشعر تمتلك كل الأشكال الشعرية بقدرات فائقة ما يدل على وجود موهبة غنية تؤرخ بصدق وإحساس لكل ما يدور ولكل الحالات الإنسانية الراهنة”