حول المزارع بشار هشام قتيل منزله والأرض المحيطة بها البالغة مساحتها 3 دونمات والواقعة على طريق حماة سريحين إلى مشتل لإنتاج أصناف جديدة من غراس الأشجار المثمرة والحراجية ونباتات الزينة والورد بأشكال وألوان متنوعة نادرة الوجود في سورية، من بذور مستوردة وسماد عضوي نظيف خال من المواد الكيميائية ومخلفات الأسماك التي تعطي مواد غذائية مفيدة للنبات.
المزارع بشار الذي يشغل حالياً رئيس لجنة المشاتل الزراعية في محافظة حماة بين بتصريح لمراسل سانا أن منزله يتم ارتياده من قبل مزارعي المحافظة لاقتناء الشتول الجديدة من الأصناف المدخلة وللإطلاع على الطريقة المثلى في زراعتها ورعايتها، مشيراً إلى أنه أجرى تجارب زراعية على بذور مستوردة نادرة الوجود في سورية ولا سيما في محافظة حماة نتيجة الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الجائر على سورية، وقد تم جلبها من دول مختلفة كإيطاليا ولبنان والأردن والعراق وتكللت بالنجاح بإنتاج أصناف جديد من غراس الأشجار المثمرة، منها الجوز القزمي والصنف التزييني كالتويا والحراجي كالكزبينا والبهار وأصناف جديدة من الزهور كالجيرانيوم والفل المتسلق والورد المتسلق والهيدرا.
وأضاف المزارع بشار أنه أنتج ضمن مشتله السرو الليندي الذي تم استجراره من إيطاليا واستغرقت تجربة تعقيله وتطعيمه ضمن مشتله مدة عامين، وحالياً يتم إنتاج منه ما يفوق 600 ألف غرسة وهناك طلب عليه محلياً ومن الدول العربية، وخاصة لبنان والعراق، اللتين أصبحتا تستجران المنتج من مشاتل حماة بدلاً من إيطاليا نظراً للفرق السعري الكبير وجودة الغراس المنتجة التي تخضع لظروف تربية خاصة ضمن البيوت البلاستيكية ووضعها ضمن أكياس مغلقة بإحكام لمدة 40 يوماً عند تطعيمها أو تعقيلها.
وأشار إلى أن تجارب تجري حالياً على إنتاج أصناف مقاومة من غراس الزيتون المقاومة لمرض عين الطاووس وسل وذبابة الزيتون وأيضاً على غراس الرمان من الثمار الكبيرة والاستفادة من الثمار الموجودة ضمن منطقة اللقبة غربي المحافظة التي تشتهر بزراعة وانتاج أجود أصناف الرمان.
من جانبه أشار رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة حماة المهندس بسام النشار بتصريح مماثل إلى تطور عمل المشاتل الزراعية في المحافظة والتي يزيد عددها على 400 مشتل زراعي وهي تنتج أكثر من 100 مليون غرسة حراجية وتزينية ومثمرة سنوياً، ما يجعلها مركز ثقل مهماً في إنتاج شتى الغراس الحراجية والمثمرة على مستوى سورية ورافداً رئيساً في العملية الزراعية بالأشجار والشجيرات والأزهار التي يتم إكثارها بطريقة علمية تتلاءم مع طبيعة الأرض والطقس وحاجة الزراعة.
وأشار النشار إلى أن مشرفي هذه المشاتل من فنيين ومهندسين زراعين ومنتجين تمكنوا من أقلمة نباتات تم استجرارها من دول عربية وأوربية مع البيئة المحلية، عبر تحسين خواص التربة والتحكم في عمليات الري ورعاية الأشتال في أطوارها الأولى، وذلك بواسطة التسميد المنتظم ومقاومة درجات الحرارة المرتفعة.
بدورهم لفت كل من عبد القادر قصاباشي ومحمود الأسود العاملين في مشاتل زراعية إلى ضرورة توفير الأسمدة والمحروقات ومنح قروض تشجيعية للتوسع بأعمال المشاتل والتنسيق مع مراكز البحوث الزراعية لاستنباط أصناف جديدة وملائمة للبيئة وتقديم تسهيلات لتسويق المنتج في الأسواق الخارجية، إضافة لإقامة مدينة خاصة بالمشاتل الزراعية على غرار المشاتل الكبرى في العالم وإقامة مهرجانات خاصة بالزهور ونباتات الزينة في مختلف المناطق والمحافظات وتنشيط أسواق محلية مختصة بها.