العدوان التركي و ذريعة قسد ..!


يونس خلف
عشية الاجتماع الذي يعقده إردوغان لمجلس الوزراء  ومن المحتمل أي يصدر عنه قراراً بشأن العملية البرية في سورية.
وعلى خلفية ما صرح به مظلوم عبدي بصفته القائد العام لقوات قسد  وبلا مقدمات نسأل :
كيف يريد السيد مظلوم عبدي أن يقوم الجيش العربي السوري بحمايته من المحتل التركي ؟
رغم أننا نعلم كما يعلم الجميع أن
رئيس النظام التركي لا يزال   يسير على نهجه لاحتلال أجزاء جديدة من الأراضي السورية . وبات واضحاً أن  النظام التركي يهدف من وراء هذا الاحتلال إحياء أوهام عبر إحداث  تغيير ديمغرافي فيها  وخلق واقع جديد يهدد السلم والأمن  .
  لكن اليوم عندما تتعرض بعض الأراضي السورية التي تسيطر عليها قسد لعدوان من قبل النظام التركي ويتم القتل والتدمير والتهجير لماذا يطلب مظلوم عبدي من الجيش العربي السوري أن يتدخل .؟  نعم النظام التركي محتل كما هو المحتل الأميركي ، هؤلاء أعداء ولهم أطماع استعمارية ويقومون بنهب ثرواتنا النفطية والزراعية لكن لماذا سمح  لهم  بعضنا بذلك ؟ ولماذا وضع بعضنا  يده  بيدهم لننتصر على بعضنا .  بالعودة إلى ما صرح به السيد مظلوم عبدي فإن الأمر لا يحتاج إلى كثير من التفكير  .
هل لو حصل اعتداء أو عدوان على أراضي ضمن السيادة السورية كنا نسمع صوت السيد مظلوم عبدي ؟
وهل ينتظر الجيش العربي السوري دعوة من أحد حتى يقوم بواجباته ومهامه الوطنية ؟
ولماذا أصبح التدخل الآن ضرورة وطنية ولم يكن في مرات كثيرة .
لماذ لم يطلب السيد مظلوم عبدي من الجيش العربي السوري أن يتدخل لمنع الاحتلال الأمريكي
من سرقة    ما بين    140  ألف إلى  150  ألف برميل يومياً من حقول النفط السورية الواقعة تحت سيطرة قسد . ونعتقد أن السيد مظلوم عبدي يعلم  كما يعلم غيره  بوجود خزانات في منطقة (طراميش) القريبة من نهر دجلة في مدينة المالكية في أقصى شمال شرقي الحسكة، يتم عبرها تهريب النفط المسروق باتجاه الأراضي العراقية وكميات أخرى تدخل إلى مناطق سيطرة الإرهابيين في الشمال السوري .
   ماذا كان يجب على الجيش العربي السوري أن يفعل عندما
استولت قسد  بقوة السلاح على  2285  مدرسة  لتبقى 179 مدرسة فقط تُديرها مديرية التربيّة في الحسكة لكافة المراحل التعليمية، وهو الأمر الذي يثقل كاهل العملية التعليميّة في هذه المدارس وأدى إلى اكتظاظ القاعات الدراسية .
وأخيراُ هل كان السيد مظلوم عبدي يعلم قبل الارتهان للامريكان والإستقواء بهم أنه لم يحدث في التاريخ  أن الولايات المتحدة الأميركية كانت حارساً لشاة دون أن تفترسها أو تطعمها لأحد .
لماذا  ينسى البعض أو يتناسون أن الدولة السورية كانت دائما جاهزة لاحتضان كل مواطنيها والحوار ظل مفتوحا أمام القوى التي تؤمن بسورية وطنا نهائيا لها وتؤكد ولاءها وانتماءها له .
ولكنهم  مستمرون  بمنطق انفصالي أو بمنطق أنهم أصبحوا قوة على أرض الواقع تفرض نفسها بفعل الارتهان للأميركي
ولذلك كان يجب ألا يكون تصريح السيد مظلوم عبدي هو الطلب من الجيش العربي السوري التدخل لمنع المحتل التركي وإنما المأمول هو تصريح آخر يمكن لمظلوم عبدي أن يستقوي به ويراهن عليه أيضا مادام الرهان تحت سقف الوطن ومن أجل وحدة تراب الوطن فمن المؤكد سيكون رهانا رابحاً . أما الرهان الخاسر حتما هو الاستمرار بالارتهان للمحتل الأميركي وعدم الاستفادة من دروس التاريخ.