في إطار الاستعدادات والتحضيرات النهائية للحملة الوطنية للتقصي عن السرطان “الثدي وعنق الرحم والبروستات”، التي تحتضنها محافظة حمص خلال الأيام القليلة المقبلة، نظم البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان عدة ورشات عمل للكوادر الصحية في المحافظة.
ففي مديرية صحة حمص استهدفت ورشة العمل التدريبية التي أقيمت في قاعة المحاضرات الكوادر الطبية والفنية المختصة بالتشريح المرضي والمشاركة في الحملة، حيث استعرض رئيس شعبة التشريح المرضي في مشفى تشرين العسكري بدمشق الدكتور أحمد درويش، معايير ضبط الجودة لإعطاء أفضل النتائج والمستخرجات التي من الممكن الاستفادة منها لتوزيع وتنظيم الخدمة الطبية أو الإمكانيات الطبية لخدمة المرضى.
بدوره أشار أمين سر الرابطة السورية للتشريح المرضي ورئيس الجمعية السورية لمكافحة السرطان الدكتور زاهي الشواف إلى أن الورشة تهدف إلى تعريف الاختصاصيين والمقيمين بالحالات التي ستتم دراستها في سياق الحملة، وزيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن السرطان ورفع نسبة الشفاء.
وفي مبنى المحافظة تم تنظيم ورشتي عمل حول سرطان “عنق الرحم والبروستات”، بمشاركة الكوادر الطبية والفنية العاملة في الحملة، حيث لفتت رئيسة الرابطة السورية لأطباء الأورام وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة مها مناشي لمراسلة سانا إلى خصوصية الحملة وأهميتها، كونها تستهدف ثلاثة سرطانات قابلة للكشف في مراحل مبكرة، وتصل إلى أبعد النقاط في المحافظات عبر العربات المتنقلة المزودة بمعدات الكشف المبكر من “ماموغرام ومخبر ولطاخة عنق رحم”، ما يخفف عن المواطنين أعباء التنقل للوصول إلى المراكز الرئيسية واعتمادها إجراءات موحدة في جميع المحافظات بهدف إجراء دراسات إحصائية دقيقة لسرطانات “الثدي وعنق الرحم والبروستات”.
بدورها أشارت مديرة الجودة والاعتمادية في جمعية تنظيم الأسرة الدكتورة منى فرهود خلال محاضرتها عن برنامج الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم إلى المبررات الإحصائية والطبية للبروتوكول الموحد المعتمد خلال الحملة لتحديد توزع الإصابات وعلاقتها بالعمر والعوامل المسببة وأسباب السرطان.
من جهته لفت المدير الطبي لمشفى البيروني الجامعي وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتور محمد قادري، خلال محاضرته عن سرطان البروستات إلى البروتوكول المطبق خلال الحملة التي تهدف بالدرجة الأولى إلى الكشف المبكر عن السرطان والسيطرة على الحالات المكتشفة، إضافة إلى الوصول لمعلومات إحصائية دقيقة عن توزع الإصابات وبناء استراتيجية مستقبلية.
وفي قاعة زنوبيا بحي الوعر تم تنظيم ورشة عمل للفنيات العاملات في مجال الأشعة بمشافي المحافظة، بمشاركة نحو 50 فنية أشعة من مشافي “الباسل التخصصي بكرم اللوز والباسل في الزهراء والوليد وتلكلخ وجامعة البعث والعسكري وفرزات أيوب في الحواش”، إضافة إلى عدد من المراكز الطبية الخاصة.
وأشار الدكتور زهير السهوي مدير الأمراض السارية والمزمنة ممثل وزارة الصحة لمراسلة سانا إلى أن هدف الحملة هو تقصي الحالات وتقليل نسب الوفيات والكشف المبكر عن أي سرطان لتحقيق السرعة في الاستجابة الدوائية والعلاج المبكر.
بدوره أوضح عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الخبير الوقائي الإشعاعي لهيئة الطاقة الذرية أسامة أنجق أن الحملة تتناول لأول مرة التقصي عن ثلاثة أنواع من السرطان “الثدي وعنق الرحم والبروستات”، مشيراً إلى أنه تم خلال الورشة المناقشة مع فنيات الأشعة عن آلية العمل التشخيصي الجيد لإمكانية عدم إعادة الصورة للمريضة والحصول على تشخيص واضح.
من جهتها تحدثت الاختصاصية الشعاعية في مشفى البيروني للأورام بدمشق تيريز طوباسي عن عمل فنيي الأشعة، وضرورة اتباع البروتوكول في تهيئة المريضة وطرق التصوير الأمامي والجانبي مع مراعاة العديد من الحالات التي تختلف عند كل سيدة.
المشاركات في الورشة زينة موسى من مشفى تلكلخ وهالة بركات من مشفى الباسل التخصصي بكرم اللوز وديانا حمدان من مشفى الباسل بالزهراء أكدن أن الورشة أغنت معلوماتهن في مجال تصوير الماموغرام، إضافة إلى الاطلاع على بعض الحالات التي قد تكون مختلفة من امرأة لأخرى.
وفي فندق سفير حمص أقيمت اليوم ورشتا عمل حول التقصي عن سرطان الثدي ونظام إدارة الحملة، حيث تضمنت الورشة الأولى سبل التقصي عن سرطان الثدي من خلال اتباع البروتوكول الموحد في جميع المراكز التي تستقبل الراغبين بالتقصي عن السرطان.
وأشارت عضو اللجنة الوطنية للبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الدكتورة مها مناشي إلى أن الهدف من الحملة إنقاص نسبة الوفيات من خلال التقصي المبكر وتخفيف العلاجات على المرضى وتكلفته على خزينة الدولة ودراسة وبائيات السرطان وتحديد تواجده ورسم استراتيجيات للمستقبل.
بدوره لفت مدير مشفى البيروني الدكتور إيهاب النقري إلى أن ما يميز هذه الحملة الوطنية هو الكشف المبكر كونه شافياً بدرجاته الأولى للتخفيف من نسبة الوفيات وكلفة العلاج، حيث يقدم مشفى البيروني على مدار العام العلاج المجاني لكل أنواع السرطان ويشارك في الحملة ضمن المشافي الحكومية.
رئيس قسم الأشعة في مشفى البيروني الدكتور عامر منى عرض فيديو توضيحياً من تجربته لخزعات تم أخذها وسبل قراءتها بشكل علمي دقيق في حين قدم عدد من الأطباء المشاركين رؤاهم الطبية والعلمية حول سبل إنجاح الحملة واستقبال الراغبين بالكشف المبكر عن السرطان.
أما الورشة الثانية فقد تناولت نظام إدارة الحملة من خلال اتباع منظومة بيانات الحملة الوطنية للتقصي عن السرطان التي استهدفت الفرق الفنية من مدخلي البيانات المشاركين بالحملة من مختلف المراكز والمشافي الطبية والجمعيات الأهلية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري في محافظة حمص.
وأشارت أمين سر اللجنة الوطنية للبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان رندة برهوم إلى أن محافظة حمص هي رابع محافظة تتم فيها الحملة قريباً ويمكن الاستفادة من تراكم الخبرات في الحملات السابقة، وإعطاء بيانات دقيقة وتعزيز ثقافة التقصي عن السرطان بالمجتمع.
عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان سامي حجلاوي قدم المعلومات الواجب إدخالها خلال الحملة وسبل تسجيل كل المعلومات للأشخاص الراغبين بالفحص المبكر.